بعض الناس لا يحبون إرسال الرسائل الدينية من بريدهم الإلكتروني أو جوالاتهم، حتى و إن كان فيها وعود بالأجر أو تهديد بالذنب، و ذلك لخوفهم من أن مصدرها غير موثوق شرعاً. وهناك من علمائنا الأفاضل من يؤيد هذا الاتجاه، حفاظاً على تعاليم ديننا الحنيف من التشويه، من قبل مجتهدين ضعاف العلم أو من قبل مغرضين منتفعين.
مؤخراً تداول الناس رسالة تقول بأن من يتحدث أثناء الأذان، فإنه لن ينال فضل نطق الشهادة عند موته. وكالعادة، فإن الرسالة استخدمت نفس الخاتمة بأن من يوقفها في بريده، فإنه آثم. وبرجوعي إلى أصحاب العلم، أحالوني إلى فتوى مسجلة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، والذي قال في هذا الأمر ما يلي:
- نعم، يجوز الكلام في الأذان، وبعد الأذان لا بأس، لكن السنة الإنصات للمؤذن وإجابته، وإذا تكلم مع ذلك لحاجة من الحاجات، فلا حرج في ذلك.
إذاً، مَنْ مِنْ مصلحته إثارة كل هذا التشدد في الدين، وجعله سبباً من أسباب التخويف والتهديد اليومي؟! لماذا صرنا نهتم بهذا النوع من الرسائل التي تتوعدنا دوماً بالنار، ولا نهتم بالرسائل التي تبشرنا بالجنة؟! والسؤال الأهم: لماذا لا يؤيد الناس أن تكون هناك مرجعية لهذه القضايا، خاصة مع وجود تقنية حديثة وسهلة المنال، تجعلهم قادرين على الوصول لأية إجابة على أي استفسار، خلال ثوان معدودة، وبصدقية عالية؟!