لاشك أن بلادنا الغالية وضعت المواطن في مقدمة اهتماماتها.. وأخذت على نفسها عهداً بالرقي بالمواطن إلى أعلى المراتب.. وقامت الدولة -حفظها الله- بجلب الاستثمارات الأجنبية ومنها الشركات، ولا شك أن الشركات حققت أرباحاً عالية تفوق الوصف.

لكن سؤالي: ما هو دور الشركة في المجتمع..؟

أنا أعمل في الجبيل الصناعية كمعلم في مدرسة منذ سنوات كثيرة منذ 17 سنة.. فوالله العظيم لم أر شركة واحدة تزور مدرستنا خلال هذه السنوات الطويلة، ما عدا شركة واحدة زارتنا بدعوة شخصية من رائد النشاط..! (ومستعد أن أشهد بذلك أمام المسؤولين) وكذلك يشهد معي زملائي في المدرسة.

أنا أتحدى أي شركة في الجبيل الصناعية أنها قامت بواجبها تجاه مجتمع الجيبل بوجه خاص والمجتمع السعودي بصفة عامة.. أتحدى..

الشركات تأكل من خير هذا البلد ومع ذلك تستكثر أي خدمة تقدمها للوطن، لقد مللنا من هدايا أبو ريالين، ومللنا من الكبوس والطربوش والقلم ودفتر التلوين..!

حبذا لو أن كل شركة حيث مقرها في مدينة من المدن السعودية أن تكون هذه الشركة مسؤولة عن هذه المدينة في خدمة المجتمع، كمثال: تعطى الشرقية لأرامكو، وتعطى الرياض لسابك، وتعطى جدة لشركة مرافق، وهكذا.. بحيث تقوم هذه الشركات بإنشاء أكاديميات صغيرة، عبارة عن غرفة أو غرفتين تحوي معامل كمبيوتر ومعمل لغة إنجليزية، لتعليم الأبناء أصول الكمبيوتر وإعطاء دورات للغة الإنجليزية بصفة مجانية، طبعاً هذه الدورات للجنسين! وذلك للرقي بمجتمعنا إلى الأفضل، ويمكن لوزارة التجارة أو أي جهة أخرى مسؤولة أن تقوم بالتنسيق في ذلك، ولا أعتقد أن الشركات سوف تتوانى في تقديم هذه الخدمة التي تخدم الوطن متى وجد مثل هذا التنسيق.