حياة كل منا محطات تفصل أطوار عمره وتجاربه عن بعضها، وهناك من استشرف الآتي بدقة ولم يكتفِ بما علّمته أو ستعلمه السنين المنصرمة والمقبلة بل اطلع على كثير من السير الشخصية لمشوار أكثر من مهم، ومن ناجح، ومن مؤثر، واستقى منها ما يضيف إليه أو قد يكون استفاد منه بشكل مباشر أو غير مباشر تبعاً لطريقة تأثره.
ولا شك أن الفطن سيكتشف من تأثر بالصادق، والمثالي، والذكي، والطموح، والجلد في مواجهة الأيام والظروف، والشجاع، والكريم، وفي المقابل سوف يلمس من تعامله منهم على عكس هذه الصفات بتأثرهم الغالب على شخصياتهم في سلوكهم من خلال ظاهر تعاملهم، ولأن الشعر فن أدبي راقٍ وقُسِّم إلى أربع درجات منذ القدم كما قال الشاعر بدءاً ب(شاعر يجري ولا يجرى معه) وهذا من منظور نقدي بالطبع وانتهاء ب(شاعر لا تستحي أن تصفعه) فإن الأيام والمواقف وحدها كفيلة بإظهار الشاعر الراقي أسوة بشعره من ضدِّه والأيام طالت أو قصرت (لا تبقي على أسرارها) وكما يقول المثل، (قليل الكلام كثير المعرفة He Knows most who Speaks Least) وليس العكس البتة في كل زمان ومكان.
وقفة:
ولاي لله ثم لإخوان نوره
ملوكنا آل سعود روس الطوالي
مانيب أبو وجهين في كل صوره
ولاي ما يشرى بخشم الريالي
محبةٍ ماهي عليَّ امحصوره
ورثٍ ورثته بين إبوي وخوالي
كانك ما تدري فالأمور امخبوره
وتلقى وكاد الفعل عند الرجالي
هلي مناصيب الوطن في ثغوره
تحت العلم ماتوا كرام السبالي