في التاريخ حكمة تدعو إلى عدم قتل -معاقبة أو لوم- «ناقل الرسائل»، لمجرد أن الرسالة لم تعجب سامعها، الشخص الذي ينشر رسالة أو ينقلها، هو في النهاية ليس صاحبها.
Do not kill the messenger?r
هذا ينطبق على مؤسس موقع ويكيليكس جوليان آسانج، رجل الحاسب الذي أسس موقعاً بهدف كشف الفساد في العالم والعنف ضد الإنسان، وهو ما أعلنه الموقع عند إطلاقه في العام 2007، وهدفه ببساطة يتمثل في استقبال وثائق مختلفة من الناس وفحصها، ثم نشرها. لكن كمية ما سربه من وثائق حتى تاريخة، جعلته مستهدفاً بشكل واضح من الولايات المتحدة المتضررة من تسريب الرسائل، ونشرها، وهي التي كانت دائماً إلى جانب حرية التعبير، وحرية تدفق المعلومات، إن لم تكن هي أصلاً المسوق لهذه الثقافة، لكنها اليوم تقول إن أسرارها وأمنها الوطني يتعرض لأخطار جراء نشر وثائق هائلة (وصلت) للموقع. ومع محاولات مستمرة وزارة الخارجية لاحتواء أية أزمة قد تنتج عن تسريب الوثائق لناحية علاقاتها واتصالاتها حول العالم، ندد الرئيس الأمريكي علانية باراك أوباما بنشر الموقع برقيات دبلوماسية أمريكية سرية، معتبراً هذه التسريبات «عملاً مقيتاً».
فيما يطلب للمحاكمة في أمريكا بتهمة التجسس، وقد يصبح العدو الأول للولايات المتحدة الأمريكية، أي في صف ترتيب ابن لادن واتباعه.
«المراسل»، أو ناقل الرسائل والوثائق اسانج ولد في أستراليا ويحمل جواز سفر أسترالي. والحكومة الأسترالية تدرس إمكانية إلغاء جواز سفره ضمن الجهود الرامية لمعاقبته.
لكن احتجاجات تعم دول أخرى مطالبة بإطلاق سراحة وعدم معاقبته، Do not kill the messenger ? ، فالمشكلة ليست فيه أو في موقع، المشكلة في إخفاق أنظمة المعلومات والحماية والأمن الأمريكية في حماية وثائقها من النشر.
ولو لم يفعل هو، فإن هناك مئات الآلاف من المواقع والصحفيين العالميين الراغبين في تولي المهمة، المشكلة الأساس في الأنظمة التي تجاوزتها هذه التسريبات الهائلة.
في هذا السياق تأتي تظاهرات هذا الأسبوع في عدد من المدن حول العالم لمساندته. وقد تتبعها مظاهرات في عواصم أخرى إلى الدفاع عن حرية التعبير.
أضف إلى ذلك حجم التظاهر الإلكتروني الكبير المتعاطف مع الموقع، حيث تطوع البعض للمشاركة في الحرب الإلكترونية للدفاع عن الموقع ومصالحه، كما تم تأسيس مواقع داعمه.
اللائمة في النهاية يتحملها النظام الذي سمح بتسريب هذا الكم من المرسلات، لا معاقبة حامل الرسائل أو لومه
? Do not kill the messenger
إلى لقاء،،،