شرَّفني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز بدعوة كريمة لحضور حفل زفاف صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن مقرن بن عبد العزيز، وكريمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز مساء هذا اليوم الثلاثاء 8-1-1432هـ، ولم تكن هذه الدعوة هي الأولى ولا حتى الثانية التي يبعث بها صاحب السمو الأمير مقرن، ولكنها على ما أعتقد أنها الثالثة، وكلها عقب مغادرته حائل عام 1420هـ بعد أن كان أميراً لها عشرين عاماً أو يزيد.. حينما تلقيت دعوة سموه الكريم مساء يوم السبت الفائت قلبت صفحات الماضي، تفرّست في وجوه الأحداث، وكل الناس الذين قابلتهم في شارع الحياة للتعرّف على معنى الوفاء في حياة البشر، وصدق المودة في قاموس بني آدم.. أدرت عجلة الزمن، توقفت مع محطات خاصة جميلة لم تغادر الذاكرة مع أنها مُحيت من خارطة المكان، كان البطل الحاضر في كل هذا «مقرن بن عبد العزيز».
لقد عشتم معنا صاحب السمو سنوات من العمر لا تُنسى، وبعد أن تركتم إمارة المنطقة قبل أكثر من عشر سنوات، بقيت وشائج المحبة متجذّرة بين الحنايا، وجسور التواصل ممتدة بلا انقطاع، تؤلمكم أتراحنا فتواسي وتعزي، وتؤنسكم أفراحنا فتشارك وتبارك، لم تغيّركم الأماكن، ولم تبدل مشاعركم الوجوه، ولم تزدكم الأيام إلا قرباً. تسابقنا بالسلام حين ترانا في المحافل والمناسبات الوطنية، تعرّفنا على الكل، تقولها وكأننا أعز وأقرب الناس إلى سويداء قلبك، «هذا من حائل».. «هؤلاء لهم سلام خاص»، تقولونها والابتسامة لا تفارقكم، ومشاعر الوفاء تسابقكم، لا تستطيع وأنت من أنت أن تخفي الفرح الذي يعتريكم لحظة اللقاء، تشعرنا أنكم قد فزتم بعزيز، وشرُفتم بمقابلة غائب قد عاد بعد طول انتظار، تسأل عن الصغير والكبير، عن الديرة والمطر، بل أنتم من يخبرنا عن أخبار بعضنا لبعضنا الآخر. أنتم رعاكم الله من شرّفني بتقديم بطاقتي الشخصية بين يدي عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وفي مناسبات مختلفة وأماكن متعددة، أنتم مقرن بن عبد العزيز من عرَّفني على الكاتب المعروف جهاد الخازن، والإعلامي المشهور نجم عبد الكريم، والمفكر الوزير أحمد الربعي «رحمه الله»، وغيرهم كثير، أفتخر أنكم أول من راهن على مستقبلي العلمي، فتحتم لي مكتبتكم الشخصية، وسمحتم لطالب الدراسات العليا آنذاك أن يشرف بقراءة كتبكم الخاصة، إنها لحظة من الزمن مضت ولكنها ما زالت محفورة في الذاكرة.
إن دعوة الزواج من لدن مقامكم الكريم ليست مجرد دعوة عارضة، بل هي ذات دلالة عميقة ورسالة غالية ودرس قيّم جدير بالوقوف عنده وتأمل سكناته وحركاته.
حقاً.. الرجال معادن، والمعدن النفيس يزداد مع الأيام لمعاناً وجودةً ونقاءً، والعلاقات في قاموس الأوفياء النبلاء ليست مرتبطة بالأماكن والأزمان تتغيّر بتغيّر الأحوال والظروف وتتبدل بتبدل المعطيات والأحداث، بل هي أعمق من ذلك بكثير، هي فن رفيع لا يجيده إلا أمثال «مقرن بن عبد العزيز».
لقد وصفتنا صاحب السمو بالكرم والطيبة، ووصفت العلاقة التي ربطت بينكم وبين أهالي حائل المنطقة ب»العلاقة الاستثنائية» وقلتم في لقاء تاريخي مشهود «أهالي حائل يساعدون على العلم الغانم»، ونحن في قلوبنا لك مثل هذا ويزيد، وكما قيل «القلوب شواهد».
الدعاء من القلب للعروسين «بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما بخير»..
والدعاء لكم أنتم صاحب السمو بأن يحفظكم الله ويرعاكم وأن يشرف قدركم في الدارين، وأن يبارك لكم في أموالكم وأولادكم وأوقاتكم وأعمالكم. حفظ الله بلادنا الغالية وأعاد لنا خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية الرمز عبد الله بن عبد العزيز سالماً معافى، ووفّق ورعى صاحب السمو الملكي الأمير «سلطان الخير» سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والدوحة السعودية المباركة، ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء والسلام.