يتواصل معي عدد ليس بالقليل من طالباتنا وطلابنا في الولايات المتحدة الأمريكية، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 30 ألف، وعدد ليس بقليل أرسل لي عددا من الشكاوى المتشابهة، تبدأ من هاتف الملحقية الذي يتم الاتصال به من الداخل فلا يجد الطالب إلا عبارة: «مكالمتك مسجلة للتأكد من جودة الخدمات المقدمة للطلاب المبتعثين» والسؤال: أي جودة خدمات إذا كان لا أحد يرد على الهاتف؟ وأيضاً البريد الصوتي ممتلئ ولا أحد يستطيع أن يضع أي رسالة فيه، وكذلك لا يوجد سكرتير يتعامل مع الطلبات؟ والمشوار إلى (واشنطن دي سي) مقر الملحقية، في هذه القارة الكبيرة ليس بسيطا ليمتطي الطالب سيارته وكأنه ذاهبا إلى حي العليا أو السليمانية أو شارع التحلية! ولو أن كل الـ 30 ألف طالب جاءوا أو نصفهم أو ربعهم لأصبحت فوضى عارمة في مبنى الملحقية!!
إذا كانت الملحقية تعاني من قلة في الموظفين فالأجدر بمسئوليها أن يصرحوا للطلاب بهذه المشكلة، والتصريح هنا يعني أن يُقدر الطلاب وذووهم حجم المشكلة، يعني المطلوب مزيداً من الشفافية.
ومن المشاكل الأخرى التي تواجه بعض الطلبة ممن يتم الحجز على مكافآتهم الشهرية لأسباب مختلفة، والتي منها يسكنون ويأكلون ويعيشون وذويهم وأسرهم، أن الحجز على المكافأة يتم من قِبل المشرف الدراسي ولكن فك الحجز لا يتم إلا من المدير الإقليمي، وفي هذا تناقض، فالشخص المؤهل لقطع مكافأة الطالب موثوق فيه في تقييم أهلية الطالب بالحقوق المالية ولكنه غير مؤهل في إعادتها إلا من خلال شخص آخر قد يكون مقتنعا بالأسباب أو غير مقتنع وهذه ازدواجية. بالإضافة إلى الرحلات التي يقوم بها بعض المسئولين في الملحقية إلى النوادي السعودية المختلفة للاحتفالات لا يرافقهم فيها المشرفون الدراسيون مع أنهم أكثر معرفة بشؤون الطلاب، وهم الأشخاص «الأهم» ليلتقوا بالطلاب.
فالمشرف هو الأقرب إلى الحالات الدراسية لذا عندما يحاول الطالب أن يستفسر أو يتابع قضية (ما) مع المسئول الذي أتى إلى (الاحتفال) فتأتي إجاباته كالأتي: «أكتب خطاب ونشوف» بمعنى بيروقراطية حتى في أمريكا، ولأنه من الأساس بعيدا عن هذه القضايا لأن المشرفين هم المتابعون والأقرب لها.
في الحقيقة، الجميع سعد ببرنامج -خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، وتحولت ملحقياتنا الثقافية إلى ما يشبه خلية نحل لاستقبال الطالبات والطلاب والقيام على خدمتهم، والنهوض بأعباء هذه البرنامج، ولم تقصر حكومتنا في الإنفاق على بناتنا وأبنائنا كما أنها بالتأكيد لم تقصر بالإنفاق على الملحقيات من أجل تحمل هذا العبء.
لذا تركت لكم جزءا من معاناة أبنائنا في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها جزء من معاناتنا جميعا، فلكل منا قريب أو صديق أو جار له من يهمه أمره يدرس في أمريكا، ولكل منا مستقبل ابن أو قريب سيدرس في أمريكا، لذا فإن هذه القضية حساسة ومؤلمة لنا جميعا. وبالطبع نحتاج إلى إجابات «عملية» من مسئولي الملحقية هناك: أو على «الأقل» هل تحققت المحلقية من صندوق الرسائل الصوتية هل هو ممتلئ أم لا؟ هل تحققت من أن موظفيها يردون على هواتفهم؟ من حقنا السؤال، ومن حق أبنائنا المبتعثين الحصول على إجابة.
www.salmogren.net