|
كتبت - مريم السلطان :
أوضحت الدكتورة نوال بنت إبراهيم الحلوة أستاذ كرسي بحث جريدة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة في حديث لها أثناء إقامة «ملتقى فن المقالة السعودية» برعاية سمو مديرة جامعة الأميرة نورة الأميرة الدكتورة الجوهرة آل سعود وبحضور رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك والذي بدأ السبت الماضي ولمدة ثلاثة أيام بأن كرسي بحث جريدة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة هو احتفاء باللغة العربية بكل صورها وأشكالها وقوالبها، ويعدّ مشروع التدريب على المهارات اللغوية هو أحد مشاريع الكرسي؛ فالكتابة الوظيفية أو الإبداعية ما هي إلا قوالب للتعبير والفكر والإبداع، وقد أثبت المسح الأدبي للمهارات اللغوية الحية أن المقالة الصحفية هي أعلى تلك القوالب حضوراً وأشدها أثراً... وأكثرها جمهوراً.
وأكدت الدكتورة نوال بأن كراسي الأبحاث عامة تسعى إلى عقد شراكات بين الجامعات والقطاع الخاص، وذلك لدعم البحث العلمي من جانب، وتحقيق المسئولية الاجتماعية، من جانب آخر، مما يسهم في إحداث حراك فكري واجتماعي ويشجع الإبداع والتميز العلمي ويطوعهما لخدمة الفرد والمجتمع مما يحقق التنمية المستدامة.
أما الدور الذي قامت به جريدة الجزيرة في كرسي بحث جريدة الجزيرة للدراسات اللغوية وأن جريدة الجزيرة قامت بدور فعّال في تعزيز الشراكة من خلال الدعم المادي من جانب، والدعم الفكري والثقافي مناشط الكرسي من جانب آخر أدى ذلك كله إلى إيجاد تظاهرة علمية وحضارية أكدت فيه أن هذه الشراكة ما هي إلا تجربة ناجحة تحتاج إلى رصد؛ لتبقى مثلاً يحتذى به لأي شراكة مستقبلية.
وحول التحديات التي واجهها الكرسي والذي يعد أول كرسي في جامعة الأميرة نورة وأول كرسي ترأسه امرأة سعودية أوضحت بأن الجدة، والحداثة، وبناء فرق العمل وعدم وجود تجربة كرسي مكتملة وناجحة على مستوى الجامعات السعودية، ففكرة الكراسي لا زالت تعد في المهد رغم كثرتها فلا زال بعضها يتعثر وأخرى تجاهد، وثالثة تؤسر.
وأضافت هذه الجدة والحداثة كانت تحدياً لنا؛ ولكن بحمد الله؛ فبمتابعة شخصية من صاحبة السمو د. الجوهرة بنت فهد آل سعود مديرة الجامعة لهذا الكرسي الوليد، وبجهود وكيلة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذة الدكتورة فردوس الصالح التي ذللت صعوباته ومهدت لهذا الوليد الجديد أن ينطلق، وبحمد الله أنجزنا خطتنا الإستراتيجية للكرسي بنجاح وبكفاءة عالية.
أما عن مدى الإقبال على مساقات الكرسي الحديثة والجديدة أكدت الدكتورة نوال بأنه هناك إقبال شديد على مناشط الكرسي من المحاضرات والورش والتي حضرها حتى الآن ما يقارب (150) باحثة، بل أحياناً تغلق التسجيل بالورش حسب العدد المقدر للورشة وتكون هناك أعداد أخرى في الانتظار.
وعن مدى تفاعل أعضاء هيئة التدريس من جامعة الأميرة نورة وغيرها مع مناشط الكرسي أوضحت الدكتورة الحلوة قائلة لقد عمل في الكرسي وتعاون معه منذ نشأته حتى الآن خمسون عضواً من أعضاء هيئة التدريس في كل من: جامعة الملك سعود، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، جامعة الأمير سلطان الأهلية، جامعة المعرفة الأهلية، معهد الإدارة العامة.
لذا نجح الكرسي في التفاف عدد كبير من اللغويين حول اللغة العربية بحثاً وحواراً من خلال المشاريع والورش والأبحاث وهذا من دواعي تعزيز الهوية، وتمكن اللغة اجتماعياً وثقافياً وفكرياً.
وحول الأثر الذي حققه الكرسي في الساحة العلمية والفكرية أكدت بأن كرسي بحث جريدة الجزيرة للدراسات الحديثة أثبت دوره في استحداث مسارات جديدة في البحث اللساني من جانب واستقطاب الكفاءات العلمية من جانب آخر، وتجذير الثقافة البحثية وتشجيع العمل المشترك من خلال فرق البحث العلمي، وخدمة اللغة العربية وتعزيزها كركيزة من ركائز الهوية العربية الإسلامية (فمن لا لغة له لا مستقبل له) فاللغة مشروع تنموي لا يمكن بناؤه بلسان الآخرين.
وفي سؤالنا للدكتورة نوال عن الدافع لإقامة ملتقى للمقالة السعودية أكدت بأن مشروع التدريب على المهارات اللغوية يعد أحد المشاريع الكبرى في الكرسي، ويعد المسح الأدبي لجميع فنون الكتابة الوظيفية والإبداعية تبين بما لا يدعو للشك أن المقالة هي صاحبة الجلالة فيها؛ من حيث الصياغة والفكر؛ فالمقالة السعودية في السنوات الأخيرة أصبح لها أثرها في المجتمع وكتاب المقالة اليوم لم يعدد هواة؛ بل اتجه لهذا الفن المفكرون، والعلماء، والمصلحون والأكاديميون، لذا أصبح للمقالة السعودية دورها الخطير فهي أداة من أدوات تغيير الفكر، بل ولها أثرها في صناعة القرار لأن (صناع الكلمة هم صناع الحياة).