قال الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود لوسائل الإعلام الأحد الماضي عندما تحدث عن تحقيق جامعة الملك سعود لهدفها في (2010) في مجال النشر العلمي النوعي أن الجامعة تجاوزت (1000) ورقة بحث منشورة في (isi) العالمي حيث نشرت (1008) ورقة بحثية وهناك أكثر من (120) ورقة ستجد طريقها للنشر قبل نهاية هذا العام (2010م). وأن الجامعة لديها نشر في النيتشر والساينس وهو ما يمكن الجامعة في الدخول في مراتب متقدمة في تصنيف شنغهاي في نوفمبر القادم. وقال الدكتور عبدالله العثمان إن أقرب جامعة سعودية نشرت أقل من 40 % من إجمالي نشر جامعة الملك سعود وأن هذه لا يسر لأن الوطن لن يتقدم بجامعة واحدة.
ما قاله د. العثمان حقيقة محزنة ولا تسر للبحث العلمي الذي مازال أمره في بعض الجامعات مرفوع على الرفوف أو إدارات خلفية تحولت مع مرور الوقت إلى جهة يحال لها أعضاء هيئة التدريس ممن لا يرغب في دخول القاعات أو التدريس أو من يفضل الأعمال الإدارية وحالات أخرى للأعضاء غير المرحب بهم في الجامعة، وحقيقة أخرى سكت عنها د. العثمان هي تضاؤل الروح التنافسية بين الجامعات في مجال البحث العلمي والمسافات الفارقة والواضحة بين الجامعات وهذه كشفتها الأرقام الإحصائية التي لا تقوم على انطباعات أو تكهنات وتخمينات، فالرقم الإحصائي لحجم النشر العلمي في قاعدة (أى أس اى) للجامعات السعودية الذي أعلن مؤخراً كشف عن تواضع مستويات الجامعات السعودية باستثناء جامعة الملك سعود التي كسرت حاجز الألف ورقة بحثية مميزة، حيث بلغت (1008) ورقة بحثية، في حين بلغت جامعة الملك فهد (399) ورقة بحثية، وجامعة الملك عبدالعزيز (952)، وجامعة الملك فيصل (91)، وجامعة الطائف (74)، وجامعة الملك خالد (56)، وجامعة القصيم (42)، وجامعة أم القرى (39).
وهذه الحالة التي عليها بعض الجامعات لا تنقلنا إلى مصاف الدول المنتجة في مجتمع الريادة لأن الاقتصاد والصناعة ونهضة الأمم والوعي المجتمعي والنمو الثقافي يقوم على منتج الجامعات المحرك الحقيقي للمعارف والعلوم الذي يقوم أساساً على استثمار المعرفة من خلال البحث العلمي الذي أغفلته بعض الجامعات وجعلته على هامش اهتماماتها.
وهذا يدفعنا إلى البحث عن الحقيقة المبكرة التي اكتشفتها جامعة الملك سعود وسبقت الجامعات إليها وهي المعايير الدولية التي عملت بها وسمحت لها بالدخول إلى تصنيف شنغهاي واستطاعت أن تكون من ضمن أفضل (400) جامعة عالمية وبدون هذه الأرقام الإحصائية العالمية والمعايير الدولية لا نستطيع تحقيق أهدافنا العليا ولا تستطيع أي جامعة أن تتقدم الصف إذا لم تأخذ بالمعايير الدولية.