أقام الهكر الأشهر في العالم، جوليان أسانج، الدنيا ولم يقعدها ولن يقعدها، لأنه نجح في سرقة مئات الوثائق المهمة من أكثر الأجهزة الدبلوماسية والأمنية الدولية حساسيةً، التي ربما يغير بعضها (أي الوثائق) وجه العالم. وهذا الكلام ليس إنشائياً، بل يحمل الكثير من الموضوعية والصدق والخوف أيضاً.
فبعد تسليم أسانج نفسه لأجهزة الأمن البريطانية، أعلنت عدد من مواقع الهاكر حالة الحرب الإلكترونية، تضامناً معه ومع حملته لكشف الأسرار الدولية العسكرية والسياسية والمالية. والله وحده يعلم نهاية هذه الحرب.
بعض المتخصصين في الشأن التقني المعلوماتي، توقعوا منذ زمن حدوث كارثة حاسوبية، فبعد أن مرت عاصفة توقف أجهزة الكمبيوتر ليلة دخول عام 2000 م، أصبح بعض هؤلاء المختصين يلوحون بانهيار بعض الأنظمة الحاسوبية وتضرر أعداد هائلة من انهيارها.
ومن هنا، تصبح ظاهرة «ويكيليكس» داخلة في السياق نفسه، وهي بالمناسبة بدأت بعد فضيحة موقع التعارف الأشهر «فيس بوك»، الذي قام بتسريب المعلومات الشخصية لأعضائه إلى المواقع التجارية، دون الحصول على إذن منهم.
أنا أقول، أن مَنْ هو واثقٌ من نفسه، فإنه لن يخشى «ويكيليكس» أو «تويتر» أو «فيس بوك»، والحذر بعد ذلك واجب. فمهما تخيلت أنك متخذ كل الاحتياطات، فإن هناك مَنْ هو مثل جوليان أسانج، سيهدم كل جدرانك، وسيدخل ليس إلى ملفاتك، بل حتى إلى خلايا دمك. وإن كنت شاطراً، فإنك لن تتيح له الفرصة ليجد ما يستخدمه ضدك.