الافتراش كان قضية مقلقة، ومعوقا خطيرا في دروب الحجاج، وكم من الحوادث المؤسفة التي كان الافتراش سبباً فيها، واليوم وعدد المسلمين يزداد، وعدد الحجيج سيزيد، والمساحة خاصة في المشاعر المقدسة بحكم خاصيتها مساحة ثابتة لا تزيد، ولدينا في المملكة قرابة (8 ملايين) مقيم ومقيمة وكل مسلم منهم لا شك راغب وساع للحج، وبيننا من ضعاف النفوس من يستغل هذه الرغبة فيوهمون هؤلاء إما بأخذهم عبر طرق ملتوية بعيداً عن الطرق المعروفة تلافياً لنقاط التفتيش وإنزالهم في أقرب نقطة لمكة المكرمة، وأما بإيهامهم عن طريق مطبوعات مزورة بتنظيم حملة حج بأسعار قد تكون متدنية قياساً بأسعار الحملات المعتمدة. ومن المعلوم أننا قادرون على منع الافتراش بوسائل لا نحبذها بدون شك؛ كالسجن والترحيل والحرمان من أداء النسك. لو فعلنا هذا ونرجو ألا نضطر له، وأعلنا عن إجرائنا ليعلم به الكل لما وجدنا مفترش واحد في الأعوام التالية. ولن يعرض أمن الحج أو الوطن ككل لا يتجزأ لهذا، ولكي لا نضطر للرجوع لقدرتنا وحقنا المطلق في طبيعة وآليات معالجاتنا لقضية الافتراش بأن يصار إلى الإجراءات التالية:
أولاً: لا يسمح لأي حملة حج داخلي بأن يعلن أو يمارس أيًّا من الأعمال التي تتعلق بالتهيئة لحملة حج ما لم يحصل على التصريح بالحملة. على أن تنهي الحملة والوزارة كل إجراءات التصريح قبل نهاية شهر شوال من كل عام.
ثانياً: تلتزم وزارة الحج بإعلان أسماء وأرقام تصاريح كل الحملات الداخلية المصرح لها، ومواقعها من المملكة، وعدد حجاج كل حملة، بالصحف ووسائل الإعلام المختلفة بتأكيد عدم السماح بأي حال لأي حاج ما لم يحصل على التصريح بالحج.
ثالثاً: تلزم حملات الحج الداخلي باستخراج تصاريح الحج لحجاجها بقيامها بتقديم وثائقهم وبياناتهم مجموعة أو مجموعات إلى الجهات المختصة للحصول على التصاريح اللازمة لكل حاج منهم.
وتلتزم بموجب التصاريح بطباعة بطاقة تعريف بكل حاج من حجاج حملتها يحملها في إقامته في المشاعر وتنقلاته، وتشتمل على الصورة الحديثة، والاسم، والجنسية، والجنس، ورقم الهوية، والعمر، ومكان الإقامة، ورقم الحاج، ورقم موحد يرمز للحملة كأن يكون رقم التصريح على جميع بطاقات حجاج الحملة، وعنوان الحملة في مقر إقامتها في المملكة، وتلفونات الحملة في مقرها وفي المشاعر، بحيث تكون هذه البطاقة بمثابة جواز مرور إلى مكة المكرمة, ولا يسمح بحال من الأحوال وتحت أي ذريعة لمن لا يحملها بالمرور. بعد هذه الإجراءات وهي سهلة وممكن تطبيقها ابتداء من موسم الحج القادم يمكن أن نتخلى عن مثاليتنا بالتغاضي ومحاولة معالجة الأمور معالجات وئيدة الخطى؛ فمصلحة الكل مقدم على مصلحة القلة. وإن كانوا حجاجا فالخلل في افتراشهم ظاهر.
رابعاً: لا بد من إعادة النظر في أسعار الحملات التي تجاوزت حدود المعقول. فأقل سعر للفرد عند أدنى مستويات الخدمة لا يقل عن أربعة آلاف ريال!! مقابل ركوب الحافلة من أي مكان تنطلق منه الحملة، وثلاث وجبات على مدى أربعة أيام. وشاهي بدون سكر في كثير من الحالات - الطعام يؤتى به من مقاولين مطابخ جماعية وفي بعض الحالات تحتاج لمطرقة لتفتيت كتل الرز المتلبك. الحملات أطلق لها العنان لتتسابق على استغلال ارتفاع المواد الغذائية، فجيرته على حساب الحاج. والله ولي التوفيق والقادر عليه..
هذه مجرد اقتراحات قد يكون فيها ما يفيد لتسهيل أداء الحج على المسلمين.