تعتبر المخدرات من أخطر الآفات التي تدمر المجتمعات العصرية على كل الأشكال سواء كانت متحضرة أو متخلفة أو في حالة وسطى بين هذه وتلك، فالمخدر يدمر صاحبه جسدياً ومعنوياً ومادياً، حيث يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وانعدام في النوم، ونقص في تناسق عضلات الجسم وهبوط في القلب، ويؤدي بصاحبه إلى العديد من الأضرار النفسية، المتمثلة في الشعور الدائم بالحزن والقلق واللجوء إلى اتباع السلوك العدواني والانطوائي وفقدان السيطرة على الذات.
وبالنسبة للأضرار المادية فحدث ولا حرج، فالمخدرات تساهم في تدمير اقتصاد الشعوب، فمع سرقتها المباشرة للصحة، تسرق المال ويتحول المدمن إلى عالة على المجتمع، وفرد غير فعال لا يملك مقومات النجاح والعمل، وبالتالي يشوه كل النماذج الجادة، وينفق معظم دخله ويستدين من أجل الحصول على الجرعة، وقد يلجأ في بعض الأحيان إلى السرقة كأسلوب لتأمين المال بدلاً من العمل الشريف.
الإدمان يؤدي إلى حرمان صاحبه من الشعور بالأمان الاجتماعي، ويجعله في حالة تخوّف مستمرة من ضياع الأموال وإهدارها، مما يدفعه إلى اختلاق الأعذار للحصول على الأموال.
المخدرات أنواعها متنوعة ومتعددة، إلا أن أشهرها على الإطلاق الأفيون، الذي يستخرج من شجرة خشخاش الأفيون، ولونه أخضر غامق، ومن مشتقاته المورفين وهو مكعبات مضغوطة ذات لون بني غامق، والهيروين يستخلص من المورفين، وهو مسحوق أبيض أو أسود أو رمادي اللون، والحشيش وأوراق الكوكا والماريجوانا، إلى جانب بعض الأدوية الخاصة بالمنشطات والمهبطات والمهلوسات، التي تأخذ كأقراص أو حقن.
الحقيقة أن كل الدول تسعى حثيثاً لمكافحة المخدرات والقضاء عليها وتدمير الزراعات الخاصة بها، من أجل الحفاظ على مواردها البشرية، التي تعتبر العمود الفقري للتنمية والاستثمار في البلاد، والمملكة العربية السعودية في هذا المضمار لا تألُ جهداً في مكافحة المخدرات والقضاء عليها ومعاقبة من يسعى لترويجها أشد العقاب، نظراً لما لها من خطورة بالغة على النفس والأهل والمال والمجتمع كله.
وهناك العديد من الوصايا أرغب في سردها على أعزائنا القراء في المملكة وسائر البلدان العربية، وهي عبارة عن نصائح أولية يجب أن يهتم بها كل إنسان مسلم، وهي كالتالي: لا تتناول دواءً خاصاً بالآخرين حتى ولو قيل لك إنه سوف يعالجك ويقودك للشفاء، وكذلك لا تتناول أكثر من دواء في وقت واحد إلا بأمر الطبيب متبعاً كافة التعليمات التي يرشدك لها الطبيب ولا تستعمل الدواء إلا عند الحاجة إليه، وعلى البالغين والراشدين إعطاء الدواء للأطفال عند الحاجة دون ترك الأدوية في متناول الأطفال.
يجب علينا محاورة من يتعاطى المخدرات بأسلوب هادىء بعيداً عن التعنيف واللوم ومعاملته بشكل إنساني باعتباره مريضا يستحق العلاج والرعاية الصحية والنفسية والنصيحة مع ضرورة عرض مدمن المخدرات على الطبيب النفسي لقطع الأسباب النفسية التي دفعته للإدمان والوقوع في براثن المخدر.
إني أنصح الآباء والأمهات أن يتعرفوا على أصدقاء أبنائهم، ومراقبة تصرفاتهم عن بعد، فيجب علينا أن نعرف من يصادق أولادنا، فكثير من المتعاطين والمروجين الصغار يقدمون أنفسهم على أنهم زملاء يستدرجون الضحية باسم اللهو والتجربة حتى يدخلوهم في شرنقة يصعب الخروج منها.
على الشباب ضرورة الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي السمحة التي تنهانا عن كل ما يضر بصحتنا ويقودنا إلى الهلاك ويدفعنا إلى النار، حيث تحثنا تعاليم ديننا على الحفاظ على النفس وحمايتها وعدم الإضرار بها باعتبارها أمانة لدى كل منا استأمنه الله سبحانه وتعالى عليها، فوجب عليه رعايتها وصيانتها.. لا الإضرار بها وإزهاقها، يجب علينا أن نلجأ لكتاب الله تعالى ونقرأه ونتدبره ونتفهم حدوده ونقف عليها، نحن كذلك نحتاج إلى الاقتداء بأهل العلم ورجال الدين وأصحاب الحكم والرجاحة، ونبتعد عن رفقاء السوء، حتى نساهم مع ولاة أمورنا في ازدهار المملكة ورفعة شأنها بين سائر الأمم.
- وزارة الداخلية