العناية بصحة الإنسان مقياس لقيمة الوعي المحرك لنشاط المجتمع باتجاه البناء والانتماء إلى ما تنتجه الحضارات الراقية، ولا يمكن لأي مجتمع أن يؤكد ذاته وأن يقف في مصاف المجتمعات المتحضرة، إلا إذا استطاع أن يحقق رقماً ذا قيمة في مجال الصحة والعناية بغذاء الإنسان. في هذا المقال أتحدث عن صناعة جسد معافى وعقل مشافى وعزيمة قوية وإرادة صلبة، في مواجهة تحديات الزمن ومتطلبات الحياة، اليوم وبعد انتشار المطاعم وكافتيريات الغذاء نسمع كل يوم في الصحف عن إغلاق مطعم أو صيدلية ما، لذا أصبح من الضرورة القصوى توسيع حدقة العين والانتباه جيداً والالتفات اليقظ نحو هذه المطاعم، خصوصا منها تلك التي تنفث الروائح النتنة وبث رسائل ملغمة تنذر بوجود أخطار داهمة داخل تلك المطابخ التي لا يعلم حالتها إلا الله، اليوم أصبح من الواجب على الجهات الرقابية أن تصل عيون وآذان وأنوف موظفيها إلى عمق تلك الثكنات المريبة والمخيفة والتي تخبئ أخباراً غير سارة لكل باحث مضطر ولا يجد سبيلاً إلا اللجوء إلى هذه المطاعم، ولعل ما نسمعه من كفشات لهذه المطاعم المخالفة ما هو إلا دليل على وجود من يحاولون الخروج عن النص الغذائي الصحي، واللعب على القوانين.
نقول إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فلا يجب أن ندع هؤلاء اللا مبالين ينتزعون هذا التاج ولا أن يزحزحوا مقامه عن رؤوسنا، والذين يخالفون ويتاجرون ويتمادون في صناعة ما لا يليق ولا يصح أن يكون، لذا من الواجب محاسبتهم وفرض العقوبات ضدهم من أجل صحة الناس وحمايتهم من الأمراض، ومن أجل ترسيخ ثقافة (النظافة من الإيمان)، ومن قيم الناس المتحضرين ومن شيم الناس الذين يعرفون قيمة الصحة، فالغذاء بيت الداء، نريد المزيد من هذه الحملات، وتكثيفها وملاحقة المخالفين والارتكاز على مبدأ الصحة أولاً، ولا بديل عن النظافة لصياغة مجتمع خال من الأمراض والعلل، نريد المزيد ورجالنا جديرون بهذه المهمة.