مؤلم أن تعرف أن حوالي تسعة آلاف (طفل) سعودي مصابون بالتوحد موجودون الآن خارج الوطن للعلاج والتأهيل في الاردن والكويت وغيرها، بينما هذه الخدمة الضرورية والاساسية لاتقدمها لهم وزارة الشؤن الاجتماعية ولا وزارة الصحة! ولا أعرف ماهي الامكانات التي تستطيع الاردن توفيرها ولاتستطيع وزارة الشؤن الاجتماعية او وزارة الصحة أن توفرها لتكفي الاهالي عناء الغربة والسفر والتكاليف المادية الباهظة! لا أعتقد ان هناك أي مبرر حول تخلي الوزارتين عن دورهما وبالتالي تقصيرهما في علاج وتأهيل هذه الفئة التي تحتاج الرعاية الشاملة! الاهالي يضطرون الى أن يتخلوا عن فلذات أكبادهم ليغادروا الوطن لرحلة علاجية وتأهيلية الله يعلم متى تنتهي! ولقد اطلعت على تقريرسابق عن معاملة ليست إنسانية تلقاها بعض الاطفال السعوديين في مصحات الاردن! ولكن الاهالي مضطرون لإرسال أطفالهم، فقد قيل سابقا (وش حدك على المر قال اللي أمر منه) وزارة الشؤون الاجتماعية للأسف الشديد تعتمد نظام (القطة) في الإعانات لعلاج المصاب بالتوحد مع إعاقة مزدوجة تدفع عشرين ألف ريال فقط، بينما تكلفة تدريب وتأهيل المصاب بالتوحد لا تقل عن 100 ألف ريال! أي أنها تدفع للأهالي ربع المبلغ او أقل! هذه القطة تصرف تحت مسمى (إعانة) ولذلك ستبقى قليلة وغير كافية لأنها إعانة! مع أن البدهي هو ان تتكفل الوزارة بالعلاج والتأهيل دون أن يتحمل الاهالي شيئا فهذا حق من حقوق المريض على الدولة انشأت من أجله رعاها الله الكثير من المستشفيات المتخصصة فلماذا التقصير مع المصابين بالتوحد! وإذا عرفنا ان هناك أسرا لديها عدد من الاطفال مصابون بهذا المرض عندها نعرف حجم المعاناة المادية لتلك الاسر! في مقابل هذا التقصير من تلك الجهتين نجد من أبناء هذا الوطن من يحاول أن يشعل شموع الأمل للأسر وأطفالهم بتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية، وهذا ماتقوم به سمو الأميرة سميرة الفيصل لتقود بنفسها جهدا تطوعيا كبيرا وملموسا لخدمة مرضى التوحد، وأنشأت من أجل ذلك جمعية أسر التوحد وتقدم الكثير من الخدمات للأطفال والأسر، ملامسة آلام الناس والقرب منها هو ماجعلها تتجه لخدمتهم وتنذر نفسها لرعاية هذه الفئة مسخرة الكثير من وقتها وجهدها لهم . الأميرة دقت ناقوس الخطر حول هذه المشكلة التي يواجهها مايقارب من 250 الف طفل سعودي بعضهم لايتلقى أي رعاية لأن أهله يخفونه عن أعين الناس بسبب نقص التوعية! إن أهم مشكلة تواجه الاهل هي التشخيص المبكر للحالة ولذلك فإن الاميرة مشكورة سعت لإيجاد مراكز للتشخيص بداخل المملكة، وقد كانت البداية بإيجاد عيادة للتشخيص في المستشفى التخصصي. ماتطالب به الأميرة وهو أمر طبيعي أن يتم صرف الإعانات من الدولة للمراكز التي تخدم الأطفال على حسب إمكاناتها لتكون هناك منافسة بين المراكز لتقديم أفضل الخدمات، وأن تشرف وزارة الشؤون الاجتماعية على هذه المراكز كما هو معمول به في الكويت وقطر.
الاميرة سميرة الفيصل الآن تعد لندوة كبيرة تستمر لمدة ثلاثة أيام سيحضرها ثلة من المتخصصين والكثير من الجهات ذات العلاقة بالتوحد، مثل هذه اللقاءات والندوات مهمتها استثارة همم المجتمع بكافة هيئاته ومؤسساته لدعم هذه الفئة والمساهمة في دعم الجمعيات التي تقدم الخدمة لهم.