قبل أيام افتتحت صالة جديدة أسستها الفنانة ريم الديني ويديرها الزميل الفنان أحمد حسين الذي يتمتع بعلاقات واسعة من الفنانين في مختلف المناطق. وقبلها كان لجدة الكثير من افتتاح الصالات التي أضافت وأضفت وهجا جديدا لمنطقة مكة ولمحافظة جدة على وجه التحديد، التي حظيت بريادة هذا التوجه في أن تكون جدة حظنا للإبداع التشكيلي، تابع الجميع من التشكيليين ما قدمته تلك الصالات التي نذكر منها اتليه جدة وصالة روشان وصالة المركز السعودي والصالة العالمية وقاعة سيزان وقاعة أثر التي أخذت في توجه جديد متخصص في الفنون الحديثة العالمية الصبغة، مع ما لحق بهم من صالات لا يتسع المجال لذكرها مع ما كان لكورنيش جدة ولسنوات طويلة من شهرة بوجود أعمال نحتية لفنانين عالميين. مستكملة به ما يشاهد من أعمال مماثلة في ميادين جدة لفنانين سعوديين من أبناء المنطقة.
نعود لصالات العرض التي أصبحت في حال تنافس من حيث التعدد أو تنوع المعارض والأنشطة وهذا كاف لأن يتحرك الفنانون ليقدموا عطاءهم بحرية تامة في الاختيار بما يمكن أن تقدمه تلك الصالات من خدمات للفنان ودعم في مقدمته تخفيض نسب البيع وخلافها، هذه الكثافة في صالات العرض انفردت بها جدة وغابت عن كثير من المناطق لأسباب كثيرة من أهمها مستوى الإقبال على المعارض وكثافة الفنانين وبما تحظى به تلك الصالات من دعم. ففي جدة تحرك متميز وإيجابي من القطاع الخاص أو الرسمي حينما يقام معرض أو مسابقة فنجد لهذا القطاعات أو الجهات حضورا واهتماما ماديا ومعنويا، وقد تكون المنطقة الشرقية الأقرب في جانب كثافة الفنانين أو النشاط الذي تميزت به القطيف، يليها الأحساء لكنها لا تحقق ما يمكن أن يؤسس له صالة للتسويق حيث كان هناك تجارب لم يكتب لها الاستمرار ولم يتبقَ منها سوى قاعة تراث الصحراء المقتطعة من مشروع عام للمنتجات أو المستوردات من المشغولات الشعبية ومع ذلك قدمت خدمة لا بأس بها، أما الرياض فلازالت صالات العرض شبه مفقودة وكان للعديد منها تجارب فاشلة دفعت أصحابها إلى إغلاقها ولم يتبقَ سوى صالات بطيئة التحرك عودا إلى دقة اختيار المسئولين فيها للمعارض والأعمال مع ما هي عليه من إعداد على مستوى عال من التجهيزات التقنية في أساليب العرض منها قاعة حوار وقاعة الفن النقي، والحقيقة أن في مثل تفاعل هذه الصالات وتفعيلها للمناشط التشكيلية واستقطاب الفنانين يمكن بناء جسور مع الفعاليات العالمية الشهرة والمقامة قريبة منها مثل ارت دبي أو مزاد كريستيز.
الدوادمي دواء تشكيلي
- الخطوة الجميلة التي قامت بها الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الدوادمي تنفيذاً لفكرة من مديرها العام الأستاذ مشاري الرومي الذي يمتلك ذائقة راقية ويسعى لدعم المبدعين في كل الأنشطة الطلابية ومنها النشاط الفني الذي يمارس فيه المعلمون والطلبة مختلف فروع الفن التشكيلي، والأجمل بأن سعت الإدارة ممثلة في إدارة النشط الطلابي برسم جداريات على الأسوار الواقعة على الشوارع الرئيسية وذلك استبدالا لما يتم فيها من عبث من بعض الشاب بالكتابات أو التشويه بالرسومات البعيدة عن القيم الفنية والجمالية مما يسيء للذوق العام ولأعين المارة، ومع أن هذه التجربة عالمية ولها مردود كبير في الارتقاء بذائقة المجتمعات كما أشار مدير التعليم بالدوادمي إلا أن مبادرة إدارة الدوادمي تعتبر متفردة على مستوى منطقة الرياض، إضافة إلى ما تتمتع به المحافظة من اهتمام كبير بالفنون جعلها رائدة في مجال النحت والمؤسسة له والأكثر كثافة في إعداد النحاتين.. بهذا الإنجاز تكون الدوادمي قد أضافت دواء للأعين الغافلة عن الجمال قوامه الخطوط والألوان والعبارات الهادفة والمناظر التي تأسر الوجدان وتريح المشاعر بدماء شابة تحمل الموهبة والإصرار من معلمين وطلبة.
