كلُّ مَنْ قدْ فاضَ ظلماً
فهو لا يفقهُ
عطرَ الياسمينْ
وهوَ لا يُدركُ
كيف الفجرُ في الفجرِ يُصلِّي
في جميعِ المؤمنينْ
وهوَ لا يُتقِنُ دَوْراً
بينَ أدوارِ
مرايا المُبصرينْ
والذي في كفِّهِ البيضاءِ
حقٌّ يتتالى
فمحالٌ يتهاوى
بين أيدي الظالمينْ
ومحالٌ صوتُهُ الهادرُ
يُرْمَى قطعاً خرساءَ
تُسبى بينَ أمواجِ السِّنينْ
ومحالٌ ينتهي
أجملُ ما فيهِ غباراً
لا يُنادي
البقعة الخضراءَ
قومي
مِنْ فنونِ الموتِ ظلاً
لرجال ٍ صالحينْ
انهضي
مِنْ وجعِ الهمِّ سطوراً
تفتحُ النهرَ حكايا
مِنْ حكايا القادمينْ
خلفَ تلكَ النقطةِ النوراءِ
ليلٌ
كانَ ضمنَ المُبحرينْ
وعلى كفِّيْهِ سوطٌ
وانكساراتٌ لشمع ٍ يتهجَّى
وبقايا هاربينْ
ها هنا
مِن وجَعِ القيدِ صراخٌ
بينَ أكواخ الأنينْ
كلُّ مَنْ
قد عاشَ في الذلِّ
فضاءً أبديَّاً
لمْ يعُدْ في لغةِ النيزكِ
غيثاً
يُقلبُ البيداءَ بستاناً
لكلِّ الجائعينْ
إنني أُقسمُ
ليلاً وصباحاً
ذلك الغيثُ الرَّماديُّ
تلاشى
وهوَ لا يفقهُ
عطرَ الياسمينْ