أكتوبر وحده المدان..
جمع أرقامه.. وأمسك بيدك
ليطويك معه..
ترك لنا المكان
برائحة موت
تلتصق بي..
فقدك عتمة..
والفضاء غدا
مستطيلاً صغيراً كقبرك..
الموت – يا عمي–
لم يكن أسود
كما أظن..
كان مزيجاً من غسق
وضلع يتكسر وغلال ملح
يروجها العزاء..
كان شهقات ضائعة..
وأسئلة صغار تدك قلوبنا بعنف..
لم يكن مجرد تراب..سكب..
وعمر انقضى..وأجل قدر..
بل..وريد من الحياة بتر..
كيف للتاريخ أن يستقيم ؟!
والوجع يحقن أيامنا بتفاصيلك..
إذ نظل متعثرين دوماً بأشيائك..
وبقايا أحاديث
كنا نلوكها بترف..
قلادة من وجع
ألبسني إياها رحيلك..
فقدت شهيتي..
وأصبحت الحياة
لا تعنيني كثيراً
حتى الأمنيات الصغيرة
التي بنيناها معا..
شاخت فجأة بعد نحيب طويل..
يوقظ الحنين تلك المساءات
التي حشوناها حديث
إذ كنت أفتات معك التاريخ
وحكايا الأنساب..
وشذرات ذكرى حفرتك
هزيمة ومجدا..
كنت نحكي عن صاحبك
الذي أضناه البحث والتوثيق
عن القبيلة..إذ أزدريه تعمدا..
كي أنبت معك عراك..
كلها يا عمي..
أضحت جمر أغالبه بصمت..
تنبت أسئلة بجواري فأستغفر..
وصوت هادئ يتسلل..
( إن الله يحب الصابرين.. )
أستجدي الصبر..
وأكمتك داخلي شوقاً لا يموت..
كم يلزمني من زمن حتى أفيق..
وأخبر الطفلة التي تسكنني..
أن المسافر لن يعود..وأن انتظاره عبث..