كان لأحد الشيوخ ثلاث بنات جميلات، لكن الصغرى تميزت بجمال أخاذ يبهر كل من يراها مما أثار غيرة أختيها. وكان كلما جاء خاطب وفضل الصغرى على أختيها. مضت الأيام، فوجد الأب أنه من الظلم أن يؤخر زواج ابنته الصغرى بسبب أختيها.. فقرر أن يوافق على زواجها أولاً، فكان أن خطبها أحد الأمراء، الذي كان هو أيضاً جميلاً، وهكذا تزوجا وعاشا في سعادة.

وحملت الفتاة وحين اقترب ميعاد الوضع، طلبت من زوجها أن تذهب عند أهلها.. فوافق على ما تريد.

وصلت الفتاة إلى بيت أبيها وقدمت الهدايا للجميع.. وسعد الجميع بلقائها إلا الأختين فقد أشعلت نار الغيرة من جديد في قلبيهما. فذهبتا إلى الولّادة التي ستقوم بمساعدة أختهما عند الولادة واتفقتا معها على أن تستبدل المولود بقردٍ صغير مقابل مبلغ من المال، نفذت الولّادة الأمر، وحين فتحت الفتاة عينيها، سألت عن طفلها فأجابت أختها الكبرى، انتظري حتى يحضر زوجك، وحين حضر الزوج قلنا له «والله لا نعرف ماذا نقول لك، فقد أنجبت زوجتك قرداً» تعجب الأمير مما سمع وحين رأى القرد تضايق، ولكنه لما يكنه من حب لزوجته صبر على ما رزقه الله له وتمضي الأيام لتحمل الفتاة مرة أخرى، فذهب إلى بيت أهلها لتضع مولودها الثاني ولكن ما حصل في المرة الأولى تكرر في المرة الثانية واستبدلت الولّادة الطفل بقرد فتعجبت الزوجة مما يحدث وصبر الأمير على قضاء الله.

باعت الولّادة الأطفال إلى إحدى العبدات التي عرفت سر أختي الفتاة، لكنها لم تبح بالسر لأحد خوفاً منهن وظلت ترعى الأولاد وتحسن تربيتهم، مثلما اعتنت بأمهم عندما كانت طفلة صغيرة.

ضاق الأمير ذرعاً بزوجته فهجرها دون أن يسيء إليها وكان كلما رآها تبكي أشفق عليها لكنه لا يقترب منها، وتمضي الأيام والسنين فيفكر الأمير بالزواج مرة أخرى وخطب إحدى الفتيات وحتى جاء يوم العرس، أرسلت العبدة الأولاد إلى مجلس أبيهم الأمير بعد أن أخبرتهم بكل القصة وما مرت به أمهم وحين دخلوا المجلس أخذوا يلعبون ويغنون ويبعثرون الأكل فقام الخدم بطردهم من المجلس فقال الكبير منهم: والله زين.. العرس عرس أمنا والغرب يهاوشونا، فتعجب الموجودون من الكلام، فدعاهم الأمير للاقتراب وكلّما مر الأولاد بين الجالسين تعجبوا من شدة شبههم بالأمير فسألهم الأمير: من أبوكم؟ فأجابوه: أنت! ثم عاد فسألهم أين أمكم؟ فقالوا: في البيت، فقرر الأمير الذهاب معهم حيث يعيشون وحين دخل الأمير البيت ورأته العبدة، خافت خوفاً شديداً فسألهما الأمير: من هؤلاء؟ أبنائك؟ فقالت: نعم. ثم قال: ومن أبوهم؟ وهنا سكتت العبدة ولم تجب. فكرر الأمير السؤال فطلبت منه أن يعطيها الأمان فقال: أعاهد الله وأمان والخاين يخونه فيه الله إن ما أضرك، فقصت عليه العبدة ماحدث في الحقيقة وكيف اشترت الأولاد وربتهم وأخفتهم بعيداً عن الناس، لكن حين علمت بأمر زواجه لم يطاوعها قلبها على إخفاء السر أكثر من ذلك فقد أحبت زوجته منذ كانت طفلة صغيرة وبعد أن انتهت من القصة توسلت إلى الأمير أن يعفو عنها، فرح الأمير بما سمع وعفا عن العبدة ثم عاد إلى بيته ومعه الأولاد فدخل على زوجته وأخبرها بقصة العبدة فذهبوا جميعاً إلى بيت أبيها وأخبر الأمير الأب ما فعلت ابنتاه مع أختهما زوجته، فقرر الأب أن يذبح ابنتيه على ما فعلتاه، لكن الأخت الصغرى ارتمت على قدميه تطلب الصفح منهما لكنه أصر على معاقبتهما، بعد أن عدل عن ذبحهما، وهكذا عاد الزوج والزوجة وأطفالهما ليعيشوا بسعادة وهناء.

***

رسوم

1- شذر لؤي10 سنوات

2- صفا أسامة 9 سنوات

3- لارا مهند 9 سنوات

4- دانة عبدالكريم 9 سنوات

5- نور الهدى 9 سنوات

6- يارا محمود 10 سنوات

7- فاطمة ناصر 9 سنوات

8- دينا محمد 9 سنوات

9- يمنى عدنان 10 سنوات