كان الليل دامساً حينما عاد «خالد» إلى بيته ولكنه لم يكن وحده, كان قد وجد حصاناً ولما عاد إلى منزله توسل إلى أبيه لكي يحتفظ بالحصان. قال والده: إنه من الممكن له إبقاء الحصان لهذه الليلة فقط حيث إن من المتوقع أن يبحث صاحبه عنه ثم استطرد الأب: «في الصباح سأقول لك ماذا تفعل».
لم ينم خالد أبداً هذه الليلة وكان همه قضاء أطول فترة ممكنة مع الحصان، ولما ذهب والده إلى الفراش كانت الشمس قد أشرقت واستيقظ الجميع في البيت وجاء الأب ليرى ابنه وقال له: «أعتقد أنه عليك الآن أن ترجع الحصان إلى صاحبه». وقال خالد: «ولكن يا والدي لست أدرى أين يقيم صاحب الحصان.. لا أدري كيف أرجعه» فنظر الأب إلى ابنه بابتسامة وديعة فترة ثم قال: «يا خالد.. سر إلى جانب الحصان ودعه يفتح لك الطريق»..
ارتدى خالد ملابسه للرحيل وهو غير مقتنع بما سمعه ولكن بعد خروجه من المنزل فعل مثلما قال والده ومشى إلى جانب الحيوان الجميل وتعجب الولد حينما رأى الحصان يلف إلى اليسار ثم إلى اليمين بافتخار وتابع خالد الحصان.
أخيراً وصل خالد مبتسماً وفرحاً إلى قرية ولما رأى القرويون الحصان أتوا راكضين وشكروا خالد لإرجاعه الحصان وأعطوه هدية.
ولما عاد خالد الى منزله, سأله والده إذا كان أرجع الحصان.. فهز رأسه قائلاً: «فعلت مثلما قلت لي ووجد الحصان طريقه إلى صاحبه». وبعد فترة من التفكير أضاف: «أتدري يا أبي هناك شيء أريد أن أقوله لك.. حينما وجدت الحصان أمس كنت سعيداً وكان عندي أمل أنك ستسمح لي بإبقائه معي ولكنني الآن أكثر سعادة لأنني وفقت في مساعدة هؤلاء الناس في القرية. لكن يا أبي أعرف أنك طلبت مني إرجاع الحصان لسبب. فقال الأب مبتسماً: «إن السعادة تنبع يا بني من العطاء والمساعدة وحينما ساعدت هؤلاء الناس شعرت بالسعادة وهذا هو الدرس الأول لك. ودرسي الثاني هو أنه عندما سرت بالقرب من الحصان وجد سبيله إلى صاحبه بدون أي تأثير منك... يا بني يجب أن تتقبل الناس على أحوالهم ولا تحاول تغييرهم بل غير ذاتك».