يجتهد المرشدون الطلابيون بوضع الخطط الكثيرة لعلاج مشكلات الطلاب في المدارس، ويمارسون تنفيذها ولكن هذه الخطة مع الأسف لا تلبي احتياجات الطلاب لأنهم ينسون شيئاً واحداً مهماً، وهو، ماذا يريد الطالب؟ ما هي احتياجات طلاب المدرسة.
فالطالب لا يشعر بأهمية مرشد المدرسة ما لم يقدم له ما يشبع حاجاته، ويرضي فضوله، بعض المرشدين يقول إنني أُلبي رغبات الطلاب.. أنا أعتقد أن تلبية الرغبات ليست ضرورية بقدر تلبية الحاجات، فالحاجة إذا لم تُشبع تحدث المشكلة.. وباعتقادي أن كل مشكلات الطلاب والطالبات حاجات لم تُشبع، فالرغبة شيء.. والحاجة شيء آخر.. والحاجة إذا لم تُشبع ينتج عنها مشكلة، مثل حاجة الجوع إذا لم تلب فيضطر الإنسان للسرقة لكي يُشبع جوعه، بعد ذلك تحدث المشكلة ثم يعاقب عليها، ففقدان الحب والحنان حاجة نفسية لا بد من إشباعها.. وإذا لم تُشبع ترتب على عدم إشباعها العدوانية والأمراض النفسية الأخرى، والانحرافات السلوكية، فالطالب المتأخر دراسياً يثبت ذاته عن طريق لفت انتباه زملائه بمشاجراته مع المعلمين وبالتفحيط أحياناً لإثبات ذاته.
لذا يترتب على المرشد الطلابي والمرشدة الطلابية في المدرسة أن يضعا خططاً محكمة لإشباع حاجات الطلاب والطالبات للتقليل من المشاكل السلوكية بالمدرسة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف أضع خطة إرشادية؟.. وما أسس بناء الخطة؟.. أقول: لا بد من اختيار أداة مناسبة لاكتشاف حاجات الطلاب الإرشادية، ثم أقوم بحصر المشكلات الموجودة بالمدرسة بوساطة قائمة المشكلات للمرحلتين المتوسطة والثانوية، ثم يقوم المرشد بتطبيق هذه القائمة على طلاب مدرسته، ومن ثم تفريغ المشكلات التي يعاني منها الطلاب، ويقوم بترتيب هذه المشكلات تنازلياً بمعنى أن يبدأ بأكبر مشكلة أظهرتها القائمة فبتكرارها تكون الأكثر انتشاراً بين طلاب المدرسة ثم المشكلة التي تليها، ثم التي تليها وهكذا، مثال ذلك إذا أظهرت القائمة أن أكبر عدد من طلاب المدرسة يمارسون التدخين وعددهم مثلاً 100 طالب أبدأ أولاً: بهذه المشكلة فأصمم برنامجاً وقائياً يشتمل على بروشورات وكلمات صباحية تحذر من التدخين.. ويمكن أن تستدعي الإدارة المدرسية أحد أطباء الوحدة الصحية لإلقاء محاضرة عن التدخين، أو إعداد مسرحية تدور أحداثها عن أضرار التدخين وأعرضها على طلاب المدرسة ومن بينهم المدخنون، دون الإشارة إليهم أخذاً بمبدأ: إياك أعني واسمعي يا جارة (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا).. فالمدخن يعتقد أنه هو المعني بالأمر فيمتنع عن التدخين، أو أن يعقد المرشد مع الطلاب المدخنين حلقة نقاش وحوار حول ظاهرة التدخين أسبابها وكيفية الخلاص منها، وإذا أظهرت القائمة أن صعوبة الاستذكار جاءت في الدرجة الثانية فيمكن للمرشد أو المرشدة أن يصمما برنامجاً وقائياً علاجياً يعتمد على اكتشاف نقاط الضعف عند الطالب، أو الأسلوب الخاطئ في الاستذكار لدى الطلاب (عادات قرائية خاطئة).. ومن ثم تبصير الطالب بالأسلوب الملائم للاستذكار الجيد.
وإذا أظهرت القائمة أن عدداً من الطلاب يشتكون من أسلوب بعض المعلمين في تقديم المادة العلمية يتم عرض هذه المشكلة على مدير المدرسة بصفته رئيس لجنة التوجيه والإرشاد بالمدرسة لمناقشة المعلم وقد يستدعي الأمر طلب مشرف تربوي للنظر في مشكلة هذا المعلم، وإذا أظهرت القائمة أن الخدمات التي يقدمها مقصف المدرسة سيئة.. فيمكن علاج ذلك باتصال المرشد الطلابي بإدارة المدرسة التي بدورها تقوم بالتفاهم مع المسئول عن المقصف للرفع من خدمات المقصف، وهكذا.
شروط بناء الخطة الإرشادية:
* أن تكون شاملة لجميع برامج الإرشاد، المثبتة في دليل المرشد الطلابي.
* أن تكون شاملة لكل أشهر السنة، لا كما يفعله بعض المرشدين بأن يضع خطته لشهر أو شهرين.
* أن تلبي حاجات طلاب مدرسته، وألا تكون منسوخة من خطط سابقة.. أو من خطة وضعت لغير مدرسته، أعني المرشد أو المرشدة.
* أن تكون الخطة الإرشادية ملائمة للمرحلة الدراسية التي يعمل بها المرشد.. فخطة تلاميذ المرحلة الابتدائية تختلف عن خطة وضعت لطلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية.
* أن يضع المرشد أو المرشدة في خططهما برامج واقعية قابلة للتنفيذ وأن يلتزما بتنفيذها لا أن تكون حبراً على ورق، مع ملاحظة أن هناك برامج ثابتة يلزم تطبيقها في كل مرحلة مثل الأسبوع التمهيدي.. فهو خاص بالمرحلة الابتدائية والأسبوع المهني.. وهو خاص بالمرحلتين المتوسطة والثانوية.. أما تكريم المتفوقين فهو برنامج عام.. وكذا دراسة الحالة الفردية فهي لكل المراحل، وأما برنامج مكافحة المخدرات فهو خاص بالمرحلتين المتوسطة والثانوية.. وكذلك مكافحة التدخين.
* على المرشد الطلابي والمرشدة الطلابية أن يضعا في خطتهما كيفية استغلال حصة النشاط الطلابي في علاج وتنمية المهارات الطلابية والوقاية من المشكلات السلوكية.. فالنشاط المدرسي لب العملية الإرشادية فإذا ضعف النشاط الطلابي بالمدرسة ضعف الإرشاد تبعاً لذلك.
* لحظة دفء:
عندما نتكلم بصدق، ونسمع بهدوء، وننتقد بإخلاص، نصل إلى حوار هادف.