سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:

إشارة لما نشر في العدد (13948) في 30-12-1431هـ عن موافقة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله على إنشاء «بنك الطعام» بالرياض، هذه البادرة والمبادرة تسهم في معالجة مشكلة الفقر والجوع الذي تعيشه بعض الأسر، ولقد قيل أطعم إنسانا، ولا تهدر طعاماً، هذا البنك يحمل في طياته منطلقات متعددة منها:

- المنطلق التربوي: المتمثل في نشر ثقافة احترام النعمة، وشكر مسديها ومنعهما وهو الله جل في علاه، مع الحذر من مغبة الإسراف والتبذير والمباهاة، فلا خير في السرف، ولا سرف في الخير، وهو يؤصل القيم الإيجابية من الإحسان والتعاون، والإيثار ومراعاة مشاعر الآخرين، ونشر الرحمة بين الناس.

- البعد الاجتماعي : المتمثل في توسيع دائرة التكافل في المجتمع، والشعور بحال ومعاناة الآخرين من الضعفة والمساكين، فالمسلم لا يعيش لوحده، بل حوله أناس يحتاجون لمد يد العون والمساندة، يبحثون عن الغذاء الكافي بستر وحياء، بحاجة إلى من يتذكر حالهم طوال العام ولقد قال الأول (العطاء مع الوجه البشوش حسنة مضاعفة).

- المنطلق التشخيصي: من إجراء الدراسات وتحديد الحالات، وإنشاء موقع على الشبكة العنكبوتية، وكذلك تخصيص كرسي في إحدى الجامعات لخدمة هذا البنك في الرصد، وكذا تنفيذ الدورات التخصصية وإعداد البيانات والمعلومات، وتقديم المقترحات التطويرية، انطلاقا من المسؤولية التشاركية في تبادل الخبرات مع من لديهم ممارسات تطوعية في خدمة المجتمع لاسيما في الجمعيات الخيرية.

- المنطق التطوعي: هذا البنك في طياته تحفيز نحو العمل التطوعي يسهم في استثمار طاقات الشباب والممارسات العملية، والبنك يعتبر حلقة وصل مع أصحاب الولائم من الفنادق والمطاعم، والحفلات الموسمية والأعراس والمهرجانات.

- المنطلق الإعلامي : في بث رسالة البنك وأهدافه، والتوعية بعدم إهدار الطعام من خلال العملات التوعوية، والبرامج المثمرة والمسابقات والمناشط المتعددة، في المحاضن التربوية.

هذا البنك عملاؤه أهل الحاجة من الفقراء والمساكين تراعي خصوصياتهم، البعض يتكفف ويتعفف، فالإحسان (أن تصون وجه السائل من ماء المذلة)، مع استحضار الاحتساب والإخلاص عند الممارسة، وعظم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، والدور المأمول هو التوسع في هذه الفكرة وبانتظار المبادرات في نواحي بلادنا المباركة لسد عوز المحتاجين من الفقراء والمساكين، مع التأهيل المهني للمشاريع التي تعد رافداً في بناء الإنسان وإعداده واستثماره، فهل تنمو وتكبر مبادرة سموه الكريم إلى أن يكون البنك أشمل وأوسع على مستوى المملكة بحيث يكون (بنك الطعام السعودي).

سعود بن صالح السيف - الزلفي