سعادة رئيس التحرير جريدة الجزيرة المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد شعرت بالأسف الشديد حال مطالعة جريدة الجزيرة في عددها رقم 13956 السنة 51 ليوم الثلاثاء 8 محرم 1432هـ الموافق 14 ديسمبر 2010م، في صفحتها الأخيرة، عند رؤية كاريكاتير لشقة دكتور مملوءة بالأجهزة الكهربائية والأثاث كهدايا من الطلبة. وفي اعتقادي أن هذا العمل يسيء لجريدة الجزيرة قبل أن يسيء لفئة أعضاء هيئة التدريس وكذا الطلاب الشرفاء، وإليكم ما يلي:

1- يوجد بالكاريكاتير صورة لدكتور متعاقد (حيث يرتدي البدلة)، وبالتالي فهذا الكاريكاتير موجه نحو أعضاء هيئة التدريس المتعاقدين، وأيضاً في نفس الوقت هو موجه للطلاب السعوديين.

2- ما جاء بالكاريكاتير يعد اتهاماً واضحاً وصريحاً للدكتور وأيضاً للطلاب بالرشوة، وهذا لا تقبله مبادئ الشرفاء من الفريقين، ولو وجدت مثل هذه الفئة في أية جامعة سعودية فالعيب يكون على المسؤولين فيها الذين لم يتخذوا أشد الإجراءات الصارمة مع مثل هؤلاء، والتي لا تتوقف في نظري عند إنهاء التعاقد معهم بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس، أو فصلهم بالنسبة للطلاب، بل تقديمهم لمحاكمة عاجلة وإعلان نتيجة الحكم على الرأي العام.

3- يمثّل الكاريكاتير في نظري رؤية الفنان للمجتمع، وعندما يعبِّر الفنان بالرسم فهو يعبِّر عن ظاهرة، وقد آسفني أشد الأسف أن تكون رؤية الرسام صاحب هذا الكاريكاتير لأعضاء هيئة التدريس المتعاقدين وللطلاب السعوديين لهذا الحد المتدني من الأخلاق، فهناك الكثير جداً من الشرفاء المخلصين في عملهم، وهو يعلم ذلك جيداً.

4- لا أدري لماذا تطالعنا الصحف ومنها (الجزيرة) من آن لآخر بمثل هذه الأعمال التي أرى أنها تنتقص من صورة عضو هيئة التدريس المتعاقد وتحبط من هممه، فليس كل المتعاقدين من جاء من أجل المال كما يتصوّر بعض الكتّاب، ولو أننا سلّمنا بهذه الإشكالية، فإن المملكة الحبيبة لو لم تكن في حاجة إليهم لما أبقت عليهم، بل لما جاءت بهم في الأصل، فهؤلاء من عصب المجتمع العامل والذين يجب أن نقدّرهم ونحترمهم ولا نسيء إليهم بمثل هذه الأعمال.

إلى نحو ذلك أرى أن هذا الكاريكاتير لا يرضي أعضاء هيئة التدريس ولا حتى الطلاب، وأقل شيء في نظري هو اعتذار (الجزيرة) عن هذا العمل، وإن كان هناك مبدأ بأن «الاعتذار لا يمكن أن يساوي ما يحدثه الموقف». وتقبلوا تحياتي.

د. نوبي محمد حسن -أستاذ العمارة - كلية العمارة والتخطيط - جامعة الملك سعود