عزيزتي الجزيرة:
من خلال (موقع الجزيرة الإلكتروني) عبر (شارك برأيك) والذي كان حول مستقبل السياحة الداخلية والمنافسة مع السياحة الخارجية والذي طرحته الجزيرة بعددها رقم 13945 في 27-12-1431هـ وقد تم خلال الطرح استعراض آراء المشاركين والتي كانت تعبر عن وجهات نظرها من خلال المشاركات الإيجابية والتفاعل الجيد وكانت تحمل آراء صريحة وهموم كبيرة وتطلعات جميلة لمولد سياحة مثالية وواعدة.
ومن خلال قراءة المشاركات كان هناك اتفاق من شريحة عريضة على بعض المعوقات لتطوير هذا الرافد الاجتماعي والاقتصادي (السياحة الداخلية) وهذه خلاصة لبعض النقاط التي دعا إليها أو أثارها المشاركون مع إضافة عوامل التطوير لكل فقرة:
أولاً: البنية الأساسية وهي توفر وسائل المواصلات من خلال الطرق البرية والسكك الحديدية والطيران بأسعار مناسبة إلى جانب تقديم التسهيلات لرجال الأعمال لصناعة برامج سياحية تتناسب مع شريعتنا الغراء وتوفر السكن المناسب بأسعار تتناسب مع جميع الطبقات حسب قدراتها الاقتصادية.
ثانياً: توفير أماكن سياحية للشباب تتوفر فيها مقومات السياحة التي تناسب أعمارهم تكون بالقرب من مراكز السياحة للعوائل حتى يجد أفراد العائلة المتنفس في اتجاهات واحدة.
ثالثاً: إتاحة الفرصة للجميع لزيارة المتاحف والأماكن الأثرية ويكون ذلك على فترتين صباحية ومسائية مع كتابة منشورات تعريفية عن كل موقع أثري يشمل تاريخه - تكوينه- هدفه... وزيادة أعداد المرشدين السياحيين في المناطق والمحافظات وصقلهم وتطوير قدراتهم عن طريق التدريب والدورات المناسبة.
إلى جانب طباعة كتيب عام يحوي جميع الآثار من (قصور، قلاع، حصون، أبراج، أسوار، برك المياه للحجاج القديمة، القرى التراثية ومحطات القطارات القديمة.. وغيرها... وتوفيره بأسعار رمزية حتى يساعد على انتشار السياحة التراثية.
رابعاً: الفنادق يعلم الجميع أن لها جهة إشرافية من قبل وزارة التجارة لكن تبقى الإشكالية في ازدواج المتابعة للشقق المفروشة هل هي تتبع لوزارة التجارة أو البلديات أم هيئة السياحة والآثار... ثم هل هذه الشقق المفروشة مناسبة من حيث الأسعار وهل يتم صيانتها ونظافتها على الوجه المطلوب والحال معطوف على الاستراحات على الطرق الرئيسية والفرعية وفي أطراف المدن والمحافظات التي تعد للإيجار...
خامساً: أشار بعض المشاركين إلى تواجد أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأماكن والمنتجعات والحدائق السياحية و أنه ليس له داع.
وفي رأيي أن وجودهم حماية لأسرنا بعد الله من الرذيلة وتجعل الأسرة أكثر ارتياحاً واستقراراً لكن لا مانع من تزويد أعضاء الهيئات بدورات فن التعامل مع الآخر وحسن التوجيه والإرشاد واستخدام الحكمة والابتعاد عن السرعة والعجلة.
سادساً: تعاني دورات المياه من إهمال كبير ولا سيما في المنتجعات السياحية في الشواطئ وداخل بعض الحدائق والدورات في الأسواق التجارية ولا سيما التي تحت مظلة البلديات...
مما يجعلها مكانا غير مناسب لقضاء الحاجة وقد تعاني من شح المياه وعدم الصيانة الدورية وتلف في بنيتها الأساسية...
وأرى ضرورة الاهتمام بتلك المرافق ووضع رسوم بسيطة مقابل تقديم خدمة جيدة كما هو معمول به في بعض الدول وتخصيص أشخاص يتولّون الإشراف عليها وتشغيلها بشكل حضاري.
أما عن وجهة نظري الشخصية حول مستقبل السياحة الداخلية فأشارك أحد القراء والذي رمز لاسمه (إبراهيم) ودعا إلى تحويل هيئة السياحة والآثار إلى وزارة السياحة والآثار لها مخصصات مالية خاصة بها...
وأضيف: إننا سنشهد صناعة سياحية داخلية كبيرة.. وأرشح لها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رجل السياحة الأول وأمينها المخلص...
فهل يا ترى نشهد ميلاد هذه الوزارة في السنوات القادمة.. أمنية بدأ ينادي بها لأن مظلة السياحة في كل زمان ومكان وبلادنا الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) بلد بحجم قارة وتشمل تنوع في التضاريس والطقس وتمتد شواطئها آلاف الكيلو مترات لذا سنشهد سياحة بحرية ورملية وبرية وريفية وجبلية إلى جانب مئات المواقع الأثرية والتاريخية..
وإذا رغبنا تنويع السياحة عن الروتين المعروف فبعض الأنشطة الرياضية مثل سباق السيارات والدراجات والفروسية والإبل... كل هذه الأنواع لها هواة ومحبون وتحتاج إلى رعاة ومنظمين لا سيما في المحافظات وهي تدعم وتخدم السياحة بصورة مباشرة...
ويبقى المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عامل جذب سياحي سنوي ولكن حبذا لو كانت هناك (جنادرية) مصغرة في كل منطقة ويكون هناك منافسات بين المناطق لإبراز تراثها...
فهذا عامل جذب سياحي يدعو إلى زيارة المناطق كما إن تنويع معارض الكتاب كل سنة في منطقة يساعد على الجذب السياحي إليها...
أيضاً العيون المائية المنتشرة في بعض مناطق المملكة هي وجهة سياحة ولكن تحتاج على صناعة استثمار وتفعيل حتى تكون مقصدا سياحيا.
وأرى ضرورة أن يكون لدينا سياحة صناعية وتكمن في إتاحة الفرصة لزيارة كبريات الشركات الصناعية العملاقة مثل آرامكو السعودية وسابك... مقابل رمز بسيط ويكون تحت إشراف دقيق وضوابط مسبقة مع إعداد معارض دائمة يسهل وصول الأسرة السعودية إليها.
ولقد كانت تجربة معرض القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية والذي تقوم بإعداده وتنظيمه والإشراف عليه وزارة الدفاع والطيران مقصدا لآلاف السياح لتلك المنطقة الغالية...
كما أن إقامة المعارض التوثيقية والتاريخية لملوكنا رحمهم الله من عوامل الجذب السياحي ولنا في تجربة أبناء الملك خالد رحمه الله أصحاب السمو الملكي خير شاهد في إعداد معرض توثيقي وتاريخي عن حياة والدهم بالصورة والأدوات والوثائق المدونة والذي شهد إقبالا منقطع النظير من خلال قاعاته المتعددة تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير.. وأرجو أن نشهد معارض مماثلة للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وللملوك سعود وفيصل وفهد رحمهم الله.
وقبل الختام أشير إلى أن قطار السياحة لن يتوقف في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شافاه الله وعافاه وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز... وأن وزارة السياحة الأمنية ستجعلنا نسافر إلى الداخل لنبحث ونستمتع في مناطقنا السياحية الجميلة... ومن خلال دعوتنا إلى السياحة الداخلية لا يعني توقف السياحة الخارجية فالإنسان طبيعته يحب الاستكشاف وثقافة السفر جميلة ولكن يجب ألا تطغى سياحة الخارج على سياحة الداخل والله من وراء القصد.
رشيد بن عبدالرحمن الرشيد - محافظة الرس