كثرت أخطاء الحكام، وكثر انتقادهم مما أفقدهم الثقة بالنفس، فأصبحوا غير واثقين فيما سيتخذونه من قرار -لحظة وقوع ما يجب التعامل معه بقرار، واعتبروا أي إشارة من أي من مساعديهم هدية بإلهام سماوي، فمثلاً قرار احتساب ركلة جزاء على حارس فريق نادي الهلال الحارس حسن العتيبي في مباراتهم مع فريق نادي التعاون في الأسبوع الرابع عشر، فقد رأينا تدخل الحارس العتيبي يقوم داخل حرم مرماه (الثمانية عشر) لاعتراض قدرة اللاعب الخصم على تسجيل هدف - لست في حل من فقه قانون التحكيم لأناقش صحة أو خطأ الحارس العتيبي، ولكني بالتأكيد في حل مطلق لأقول مشاهداتي، فالحكم أشار بمواصلة اللعب بعد تدخل حارس الهلال حسن العتيبي والكورة خرجت من المنطقة المحرمة (الثمانية عشر) والحارس العتيبي اتجه نحو لاعب التعاون الذي كانت بحوزته الكورة حين اعتراضه، اتجه إليه ولامسه ملامسة خفيفة بالجسد، وكانت يدا الحارس العتيبي في تلك اللحظة وراءه - فسقط لاعب التعاون وتصرف بحركات توحي أن ضرراً نال عينه (كما لو كان ضُرب على عينه) وحسب ما تبين لنا من خلال الصورة المنقولة أن الحارس العتيبي لم يلمس رأس لاعب التعاون فما بال عينه، وبينما اللاعبان يتماسا رجعت الكورة لخط (الثمانية عشر) منقولة من لاعب فريق الهلال لزميل آخر له.
محاوري قال نعم! .
وأنا بترك الجواب للمختصين ومثله حكاية (مصاصة) لاعب الاتفاق، والتي كثرت حولها الآراء، وسمعنا حولها الكلام الكثير ممن نعتبرهم خبراء في قانون التحكيم وحكام دوليين سابقين وحاليين، إلى حد أن بعضهم قرأ نص المادة الرابعة، وكل فسرها حسب تقديره، وهؤلاء فسروها وهم يتناولوا القهوة والشاي، ويتحدثوا من خلال التلفون (مداخلين) متصلين أو متصل بهم، ومع هذا الهدوء اختلفت آراؤهم حول جواز وعدم جواز ومضرة وعدم مضرة المصاصة (اللبزازة) للاعب نفسه ولغيره من اللاعبين، ومنهم من أحال بقرار الحكم على التقدير الشخصي ومنهم من صوب قرار الحكم والبعض خطأه، أمام هذه الحالات ومثلها غيرها كثير حدث وسيحدث، من أجل ذلك وغيره، أتمنى من اتحاد الكرة تشكيل لجنة من فقهاء قانون التحكيم سواء كانوا من المواطنين أو بالاستعانة بخبراء من الفيفا، لوضع تفسير شامل للمواد والفقرات التي تخضع للتقدير، بشمولها بذكر واسع للتصرفات والمواد والحركات التي يجب معاقبة اللاعب عليها وعقوبتها، لتضيق مساحة الأخطاء التي تخضع لتقدير الحكام مما سيرفع عن كاهلهم عبء تقدير طبيعة الحكم الاجتهادي، وبالتالي تخف الضغوط النفسية مما سيرفع من ثقتهم بأنفسهم، ولا تتركوا للاجتهاد ما يفسد الوداد.
إبراهيم الطاسان