يثير استغرابي أولئك الذين يخرجون بعد أي مباراة يخسرها الهلال أو لا يحقق من خلالها نتيجة مرضية ليحملوا الأمير عبد الرحمن بن مساعد وسامي الجابر جزءاً كبيراً من المسئولية، وبحجة أن الأمير لم يحضر هذه المباراة أو تلك، أو لأنّ سامي غاب عنها لظروف طارئة، ومثلما حدث ذلك بعد مباراة التعاون التي خسرها الهلال بالتعادل .. صحيح أنّ غياب (سامي) عن مرافقة الفريق يُعَد أمراً غير مطلوب ويحسب عليه، وأنّ أغلب المباريات لابد أن يحضرها الأمير عبد الرحمن الاعتبارات نفسية بالدرجة الأولى .. ولكن (كارثة) أن يكون نوعية مستوى .. وانضباط هذا اللاعب أو ذاك مرتباً بحضور سمو رئيس النادي أو العكس .. أو أن يكون غيابه أيضاً (حجة) لتبرير خذلان بعض اللاعبين لفريقهم وجماهيرهم..
نعم .. (هذه كارثة) وعلى اعتبار أنّ اللاعب في الهلال لابد أن يعي حجم المسئولية الملقاة على عاتقه من نفسه بنفسه خلال المباريات وفي المعسكرات وبعيداً عن حكاية الرئيس لم يحضر أو سامي غاب، خصوصاً وأنّ فريقاً بمكانة الهلال (فريق القرن الآسيوي) وفي ظل أيضاً عشرات الملايين التي صرفت عليه سيكون، من الظلم أن تكون (طريقة إدارته) هي ذات الطريقة التي تدار فيها (فصول الطلاب) في المدارس .. إما أن يتواجد (مراقب) أو يتم تنصيب (عريف للفصل) .. وإلا ستعم الفوضى واللامبالاة داخل هذا الفصل وذاك، ومثلما هو حال بعض الفرق التي لا ترقى إلى مكانة وعظمة الهلال..
صحيح أنّ التحكيم أضر بالهلال أمام التعاون وبطريقة توحي وكأنّ المقصود بذلك هو الهلال وليس خدمة للتعاون .. ولكن كل ذلك لا يمنع من التأكيد على أنّ أحد أسباب التعادل الذي حدث يومها كان من (صنع) لاعبي الهلال أنفسهم، وليس لأن التعاون كان جديراً بهذا التعادل مع احترامي لمسؤوليه وكل محبيه .. نعم (الهلال) كان بإمكانه أن يحسم النتيجة منذ الشوط الأول وبما لا يقل عن فارق (4) أهداف .. يعني (ينهي المباراة من بدري) لولا إرادة الله ثم تلك المشكلة التي باتت تؤرق الهلاليين وتكمن في أن فريقهم ومن خلال الكثير من المباريات وآخرها أمام التعاون صار يهدر فرص تسجيل أكثر من تلك الفرص التي يسجل منها... وهذا ما جعله يفقد الكثير من النقاط التي كان من شأن الحصول عليها أن يحتل مركز الصدارة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه.
المباراة كانت في دقائقها الأخيرة، والهلال كان متقدماً بفارق هدف (2-1) على التعاون.. يعني (فوز الهلال وقتها كان على جريف).. كما أن الهلال في هذه المباراة هو أحوج ما يكون إلى النقاط الثلاث.. ولكن (حسن العتيبي) نسي كل ذلك فكان تعادلاً قاصماً لظهر الهلال..
لغة (الرئيس) الراقية بحق الهلال كانت (لغة جديدة) على المحتقنين، ولهذا كان من الطبيعي أن يمتعضوا منها، وعلى اعتبار أنهم اعتادوا على أن ما يصدر من داخل أروقة ناديهم وعلى مر الزمن ضد الهلال كان لابد أن يكون كله تشكيكاً وافتراء وكذباً ودخولاً في الذمم.
كلام في الصميم
عدد من الحكام المعتزلين صاروا (محللين تحكيميين) من خلال بعض البرامج الرياضية.. (الكارثة) أن بعض هؤلاء الحكام كان لهم أخطاء تحكيمية مكلفة، كما أنهم كانوا أيضاً من أجبن وأسوأ حكامنا، ولهذا كيف يريدوننا أن نقتنع بتفنيدهم لأخطاء الحكام الحاليين؟
كل من راسلني مستفسراً عن (حكاية الحكم الجمل) مع صعود النصر من دوري الدرجة الثانية عام 1383هـ فليعد (فضلاً لا أمراً) إلى مقالي الذي كتبته في تاريخ 18-2-1430هـ تحت عنوان (شاهد على العصر) وعلى اعتبار أن المجال لا يتسع لإعادة كتابة تفاصيل هذه الحكاية من خلال مقال اليوم.
عندما يقول نصراوي مسؤول إنّ فريقنا (بلا إعلام) فكأنّ هذا النصراوي يريد أن يقول: كل الإعلاميين النصراويين الذين يكتبون في الصحافة وامتلأت بهم القنوات الفضائية (ما عندهم سالفة) وأن وجودهم مثل عدمهم..
قبل (3) مواسم وأكثر كتبت أن النصر ومتى أراد العودة إلى منصات التتويج فإنّ الواجب يفرض على مسؤوليه تغيير (80%) من عناصره بعناصر أخرى أفضل، وعلى اعتبار أنّ أغلب العناصر التي كانت تمثله لا تملك (فنياً ... ومهارياً) قدرة إعادة فريقها إلى جادة (نصر زمان)، ورغم أن الكثير من النصراويين تذمروا وقتها مما كتبته زعماً منهم بأنه كان يخالف كل الواقع..
ولأن ما حدث من تطور.. وارتفاع في مستوى النصر ونتائجه خلال هذا الموسم قد تم بفعل (عملية التجديد الكبيرة) التي اجتاحت صفوفه منذ الموسم المنصرم، فإن ذلك جاء ليؤكد أن ما كتبته في السابق عن (حاجته كفريق) كان هو عين الصواب .. (بالمناسبة) يقول صديق نصراوي: بدأت أشم رائحة أن بطولة الدوري في هذا الموسم ستكون (نصراوية).. معه حق وكل شيء جائز.
يقول الخبر في (الاقتصادية) إن الإيطالي البيرتو زاكيروني مدرب اليابان استعان بعدد من أبناء جلدته في (منطقة الخليج) ومنهم مدرب النصر زينجا لكي يزوده بمعلومات عن منتخبات (السعودية - الأردن - سوريا) لأنّ هذه المنتخبات ستكون في مجموعة المنتخب الياباني في أمم آسيا 2011م.. (طبعاً.. هذا الخبر) مر مرور الكرام على إعلام المحتقنين (الغوغائي)، وعلى اعتبار أن (زينجا) ليس مدرباً للهلال، وإلاّ لطالبوا بإبعاده عن المملكة بحجة أنه سيكون قد مارس الخيانة بحق منتخبنا الوطني.
الكورة (مو راضية تدش)
عبارة قالها المعلق الكبير خالد الحربان ذات مباراة للكويت تذمراً منه من ضياع أكثر من (5) فرص كويتية أمام المرمى السوري كانت سانحة للتسجيل.. تلك العبارة تذكرتها وبقوة عندما شاهدت الفرص العديدة (بالكوم) التي ضاعت على الهلال أمام مرمى الحزم..
لا أظن أن هناك مباراة على مر التاريخ قد شهدت (ضياع فرص تسجيل مؤكدة) مثلما حدث للهلال في مباراة أول أمس.. هل تصدقون أن الهلال وهو الذي لعب أمام الحزم (مباراة من باب واحد) كان بإمكانه أن يسجل أكثر من (12) هدفاً، ولكنه اكتفى ب (3) أهداف جاءت من خلال آخر عشر دقائق من زمن المباراة..
الصدارة طارت من النصر عندما بدأ وقت الجد بتعادل (1-1) تحقق له بالبركة أمام الفتح.. ويبقى السؤال: ما رأي لجنة الانضباط بتصرفات.. ومحاولة اعتداء بعض لاعبي النصر ضد الحكم العمري وحتى على عدد من رجال الأمن بعد نهاية المباراة.. ومبروك للأهلي خماسيته (5-1) في المرمى الاتفاقي والمباركة ذاتها للهلاليين بالعودة القوية للكاسر ياسر..