عنيزة - خالد الروقي
يُقال في عالم كرة القدم إن أفضل طريقة علاجية للاعب المتخاذل هي إركانه على دكة الاحتياط فترة من الوقت؛ ليعود أكثر فاعلية وإنتاجاً على أرض الميدان؛ لذلك فالملاحظ على لاعب خط وسط فريق الهلال أحمد الفريدي منذ بزوغه أنه ذو موهبة كروية حقيقية؛ يمتاز بمهارات رفيعة ودهاء كروي عال جعلا منه سريعاً لاعباً مؤثراً استطاع فرض اسمه على كبار المدربين، سواء مع فريقه أو مع المنتخب، إلا أنه وبنظرة واضحة نجد أن الفريدي لا يسعى إلى الحفاظ على موهبته ومحاولة تطويرها، ويهتم دائماً بمجد شخصي يُسجل لنفسه، ولعل آخر الشواهد على ذلك تحصل الفريدي بتمركزه المناسب جداً في لقاء الفريق أمس الأول أمام فريق الحزم، ضمن الجولة الخامسة عشرة من دوري زين السعودي للمحترفين، على عدد من الهجمات الخطيرة التي كانت كفيلة بإراحة عشاق فريقه مبكراً، إلا أنه تعامل معها ببرود تام، واتضح غير مرة أنه ببطئه وفلسفته الزائدة يقتل الهجمة الزرقاء المنظمة.
الفريدي الذي طوّح بالكرة عالياً وهو يواجه المرمى الحزماوي في الحصة الأولى من المباراة، وبدا وكأنه يختبر الحارس المرزوقي في كرات أقرب ما تكون للاستعراضية، هو بحاجة إلى أن يبقى على دكة الاحتياط؛ ليدرك حجم الاحتراق للفانيلة الزرقاء، ولاسيما إذا ما رأينا أن منظومة اللعب الهلالي بدت سريعة ومبهرة في الدقائق العشر الأخيرة، واستطاعت المكائن الزرقاء دك حصون الحزم وإحراز ثلاثة أهداف في سبع دقائق فقط.