«الجزيرة» - مريم السلطان:

نظمت وكالة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة محاضرة توعوية مجانية بدعم من بنك الرياض، بعنوان (طرق المحافظة على سلامة الدواء وفاعليته)، أعدتها وقدمتها الدكتورة سامية محمد عمر الأستاذ المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن - كلية الصيدلة - قسم الصيدلانيات، وذلك في القاعة الكبرى بمبنى الجامعة.

وتأتي هذه المحاضرة ضمن فعاليات الأنشطة التي تنظمها وكالة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 1431هـ - 1432هـ الموجَّه إلى فئات المجتمع وشرائحه كافة؛ بهدف توعيته وتثقيفه.

وقد حضر المحاضرة عدد من النساء بمختلف الأعمار، وكانت أهم أهداف هذه المحاضرة: توعية أفراد المجتمع بالطرق السليمة لحفظ الأدوية بالمنزل، وتوعية أفراد المجتمع بأسباب وخطورة تلف الأدوية بالمنزل لتفاديها.

وقد استعرضت الدكتورة سامية محاور رئيسة عدة لهذه المحاضرة، هي:

1- تخزين الأنسولين في المحاقن (السرنجات) البلاستيكية يسبب فَقْد كبير في تركيز الأنسولين قد يصل إلى 35 %. ويرجع السبب إلى ادمصاص (امتزاز) الأنسولين على الجدار الداخلي للسرنجات. وللحفاظ على تركيز الأنسولين ينصح بحقن الأنسولين فور تعبئته في السرنجات وعدم تركه في المحاقن فترة طويلة.

2- أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن بعض المركبات تستخلص (تتسرب) من الغطاء الكاوتشوكي لزجاجات الحقن إلى المادة الدوائية وتحقن مع المحلول؛ ما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة مثل الحساسية عند الأطفال. ولحماية الدواء ينصح بعدم ترك الزجاجات على جانبها؛ ما يقلل من تلامس المادة الدوائية مع الغطاء الكاوتشوك.

3- كما تحذر من تأثير الضوء على الأدوية؛ حيث إن تخزين بعض الأدوية في أماكن شديدة الإضاءة يزيد من معدل تحللها وأكسدتها؛ ما يفسد الدواء، خاصة السوائل مثل الفيتامينات؛ حيث إن بعض أشعة الضوء تخترق الزجاجات حتى البنية منها. وللحفاظ على الأدوية من التلف ينصح بتخزينها في أماكن مظلمة كالخزائن وعدم إخراجها من الغلاف الكرتوني الخارجي.

4- تخزين الأدوية في أماكن مرتفعة الحرارة قد يزيد من معدل التحلل والأكسدة؛ ما يفسد الدواء، خاصة السوائل مثل الفيتامينات والمضادات الحيوية المجهزة للإعداد. وللحفاظ على الأدوية من التلف ينصح بتخزينها في الثلاجات وليس المجمد؛ حيث إن تخزين الأدوية في المثلج وتجميد محاليل الأدوية قد يزيد من تلف الأدوية؛ حيث تتركز المواد المذابة بين بلورات الثلج مثل الأموكسيسيلين الذي يتلف بسبب البلمرة الجزيئية البيولوجية، كما أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج السرطان مثل الفلورويوراسيل تترسب فور تثليجها بدقائق بسبب تبلورها.

5- وأخيراً نحذر من كسر الأقراص المغطاة حيث تستخدم تقنية غطاء الأقراص للأسباب الآتية: إما للتحكم في معدل اختراق المادة الدوائية ببطء (الأدوية ممتدة المفعول) أو لحماية المادة الفعالة من تأثير البيئة الحمضية للمعدة أو لحماية المعدة من التأثير المهيج لبعض الأدوية على المعدة. وعليه تكون الخطورة عند كسر الأقراص أو فتح الكبسولات المحتوية على الجزيئات الدقيقة المغلفة لإذابة محتواها في الماء بغرض تسهيل البلع؛ حيث ينكشف الدواء وتخرج الجرعة كلها دفعة واحدة؛ ما قد يسبب خطراً جسيماً على المريض. أو أن الدواء ينكشف في المعدة فإما أن يتلف الدواء بفعل حموضة المعدة أو يؤثر تأثيراً سلبياً على جدار المعدة مسبباً قرحة المعدة، وهنا تكمن الخطورة على المريض؛ فينصح بعدم كسر الأقراص إلا المزودة بعلامة تفيد السماح بكسرها دون خطر.

وفي نهاية المحاضرة فُتح المجال للحاضرات بتقديم أسئلتهن واستفساراتهن، وقد تم الرد على جميع الأسئلة والاستفسارات؛ ما أفاد الجميع.

وقد عبّرت الدكتورة حصة بنت عبدالله العمر، وكيلة شؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية إعداد المعلمات المشرفة على هذا النشاط، عن شكرها لمديرة الجامعة سمو الدكتورة الجوهرة بنت فهد، ووكيلة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة سعادة الدكتورة نائلة بنت عبدالرحمن الديحان لحرصهما على إقامة هذه الأنشطة التي تحقق الأثر الإيجابي لجميع فئات المجتمع، وشكرت بنك الرياض لدعمه هذا النشاط، وقدمت للدكتورة سامية محمد عمر شهادة شكر وتقدير. كما أبدت الحاضرات شكرهن وتفاعلهن مع هذه المحاضرة التي أفادتهن كثيراً، وعبرن عن رغبتهن في إقامة مثل هذه الأنشطة المنوعة والمفيدة، كما طالب البعض منهن بإعادة بعض المحاضرات وأشدن بها.