البكيرية -عبد الله الخزيم
سلّمت المدارس الابتدائية مؤخراً بطاقات تقويم الفترة في ظل ترقب الطالب المتميز لها، طمعاً في مواصلة « التفوق « ووسط تحفز الأسرة لتحصيل الابن ونتيجته في بطاقة « التقويم « الدراسي للفترة الأولى، وآمالها العريضة في مواصلته تميزه المعتاد والحصول على الرقم « 1 « في جميع المواد، لكن هذه الآمال خابت في بعض الحالات التي عايشنا واقعها في ( الجزيرة ).
فقد صنّف معلمون طلاباً حصلوا على الرقم « 4» في عداد الطلاب المميزين، وعندما راجع ولي أمر أحد الطلاب المدرسة حول كيفية وضع ابنه ضمن المتميزين وهو حاصل على « 4»، جاء جواب المعلم : أن مستوى ابنك « ممتاز «، ليأتي رد فعل الأب: ولكن كيف حصل على « 4 « ؟
وهنا دخل المعلم وأسرة المدرسة في مأزق توصيل طريقة « التقويم « ومستلزماتها وكيف أن مجرد نقص مهارة أساسية واحدة يحتم على المعلم بناءً على التعليمات المتعلقة بنظام التقويم تدوين الرقم « 4 «.
ليعود الأب مطالباً بمنح الابن الرقم 2 بدلاً من 4 باعتبار أن مشكلته تقتصر فقط على نقص مهارة واحدة.
وعاد المعلم مجدداً ليوضح أن الرقم 2 للمهارات غير الأساسية وأن الأنظمة تلزم المعلم بوضع 4 للمهارات الأساسية.
والحالة هذه نجد المعلم وقد تحول من شرح الدرس لطلابه إلى شرح اللوائح للآباء .. ونحن إذ ننوه لهذا ندرك أن المعلم الذي يجسّد التعليمات لا يتحمل وهو يحرص على تطبيق التعليمات أدنى مسئولية تجاه نظرة أسرة الطالب في تصورها بأن من شأن الرقم « 4 « ترك آثار نفسية سيئة تعود على معنويات ابنها المتميز وتحصيله الدراسي المستقبلي، وإن كنا لا نخفي وجود حق للأسرة في مطالبتها المعلمين بإشعارها بما لدى أبنائها من مشكلات فيما يتعلق بالمهارات التي يتخلف الابن عن تأديتها. وهنا تبرز أهمية مذكرة الواجبات التي قد يتعامل معها بعض المعلمين بنوع من التساهل في تدوين الملاحظات، ومثلما نشير إلى مذكرة الواجبات، نؤكد وبشكل أكبر على دور المرشد الطلابي فيما يتعلق بالتواصل بين البيت والمدرسة وأهمية العمل مع المعلم والأسرة على معالجة أوجه القصور المتعلقة بالمهارات سعياً لحل المشكلة في حينها لتكون وقتها الأسرة على اطلاع ودراية بما لدى ابنها من نقص في المهارات لتعمل على معالجة المشكلة، ولتمنح المدرسة الطالب فرصة تقويم أخرى، حيث يؤكد الآباء أنهم لم يتلقوا من المدرسة أي ملاحظة على ابنائهم قبل منحهم الرقم 4، مما يجعل الأب على حد تعبيره يسلم بأن ابنه سيحصل على الرقم 1 في جميع المواد، وأن هذا ما كان عليه شعور الابن أيضا .