تناول الزميل هاشم الجحدلي في زاويته بجريدة عكاظ قضية اعتراف أمين جدة بتعيين غير سعودي مشرفاً عاماً على المركز الإعلامي للأمانة، وتساءل: هل تمَّت ترسية مهمة تشغيل المركز الإعلامي، بناءً على مناقصة مفتوحة أو عبر الشراء المباشر، وهل مهمة المركز الإعلامي تشمل إصدار المجلات والنشرات والتغطيات، وهل هناك سعوديون في المركز، أم كلهم وافدون وبالتالي اختير المشرف العام، واحداً منهم؟!
وبعيداً عن أسئلة هاشم التي لم تجد جواباً، فإن الكثير من قطاعاتنا لا تزال تظن أن جودة العمل الإعلامي والتسويقي والإعلاني لا تتحقق إلا من خلال غير السعودي، وذلك لكون الإعلامي السعودي «جلف» و»غثيث» ولسانه «زِفر» ولا يعرف يقول «نعم». وهذه الفكرة التقليدية، هي التي جعلت معظم مؤسساتنا لا تفضل الاستعانة بالإعلامي السعودي، على الرغم من العديد من الجوائز العربية والعالمية التي حصدها مبدعونا في مجالات التصوير والخبر والتحقيق والتقرير والكاريكاتير وتقديم البرامج والإخراج، وكل هذه المجالات هي عصب الإعلام والتسويق والإعلان.
ماذا يريد مسؤولو القطاعات الحكومية والأهلية بالضبط؟! هل يريدون أن تتحول الطاقات المهنية المبدعة في المجال الإعلامي إلى مجرد واجهات ديكوراتية، تتقاضى ريالات معدودة، في حين أن الألوف ومئات الألوف تذهب للمشرفين الأجانب؟! وبعدين؟! ما هي النتيجة النهائية: الأجنبي سيرحل بالثروة التي صنعها، وابن البلد ستتكلس كل إبداعاته.