ألقَيْتُ رُوحِي فِي ثَرَاكَ كِفَاحَا
فمَنحْتَ كَفِّي ثَوْرَةً وَسِلاحَا
طِفْ مَا بَدَالكَ فِي النُّفُوسِ فحَيْثمَا
حَلَّتْ رِكَابُ جَدَاكَ كُنْتَ فَلاحَا
وَتَرَاكَ فِي ثَغْرِ الخُلُودِ حِكَايَةً
مَلأتْ فَمَ الدُّنْيَا رِضىً وَصَلاحَا
رِفقاً بِنَفْسِكَ طَالَمَا كَانَتْ لَنَا
شَمْساً إذا حَلَّ الدُّجَى وَصَبَاحَا
وَإذا ألَحَّ الدَّهْرُ فِي أيَّامِهِ
وَاسْتَنْفرَ القَدَرُ المُصِيبُ رِيَاحَا
فَالخَافِقَاتُ لَدَيْكَ كَانَ سُكُونُهَا
وَالَّلَيْلُ كُنْتَ مُدَامَهُ وَالرَّاحَا
وَمَلَكْتَ أسْبَابَ النَّدَى وَضُرُوبَهُ
وَسَقَيْتَ كَبْدَ عِطَاشِهَا أقْدَاحَا
وَتَنَاوَلَتْ كَفَّاكَ إيْوَانَ السُّهَى
وَغَرَسْتَ أبْرَاجَ السَّمَاءِ أقَاحَا
يَا لِلشُّجُونِ وَكَيْفَ نَرْضَى بِالأسَى
وَهِزَارُ مَجْدِكَ لَمْ يَزَلْ صَدَّاحَا
يَشْتَاقُكَ الدِّيوَانُ والشَّعْبُ الّذِي
مِنْ شَوْقِهِ أعْمَى يَهِيمُ صِيَاحَا
خَلَّفْتَنَا وَاليُتْمُ كَشَّرَ نَابُهُ
وَتَخَطَّفَتْنا النَّازِعَاتُ سِفَاحَا
وَاسْتُحْضَرَ الحُزْنَ الدَّفِينَ مَلِيكُنَا
فَجَثَى يُقَبِّلُ فِي يَدَيْهِ وَصَاحَا
وَمَضَى يُحَدِّثُهُ الحَنِينُ بِمَا جَرَى
صَمْتَاً وَإطْرَاقاً يَضُوعُ مِلاحَا
وَيَسَائلُ الوَجَعَ الرَّهِيبَ كَأنَّهُ
ثَكْلَى تُسَائلُ رُوحَهَا الجَرَّاحَا
فَلِمَنْ تَرَى يُصْغِي بُكَاهَا بَعْدَهُ
وَلِمَنْ تُصَفِّقُ غُدْوَةً وَرُوَاحَا
رُبَّانُهَا القَرْمُ الذِي طَافَتْ بهِ
هُوجَ النَّوَى، أكْرِمْ بهِ مَلاّحَا
وَسَفِينُهَا فَوْقَ الرِّيَاح ِوَمِلْؤُهَا
خَمْسٌ تَزُفُّ لِشَعْبِهَا الإصْلاحَا
عَبَرَتْ بِنَا هَذا الخِضَمُّ وَمَوْجَهُ
وَسَمَتْ يَدَاهُ قَوَاضِبَاً وَصِفَاحَا
مَلِكاً تَرَقْرَقَ بَلْسَمَاً وَأبُوَّةً
صَاغَتْ جَبِيْناً صَادِقَاً وَضَّاحَا
لَمَّا رَأتْ مِنْهُ العَزَائمُ وَعْكَةً
وَرَأتْ جُمُوعاً تَفْتَدِيهِ صِحَاحَا
زَالَتْ بِحَوْلِ اللهِ تُخْبِرُ بَعْدَهَا
أنّي وَجَدّتُ بِظَهْرِهِ الأرْوَاحَا
مَا كُنْتُ أدْرِي عَنْ وَفَاءِ مَلِيكِهَا
وَعَرَفْتُ شَعْبَاً دُونَهُ مُجْتَاحَا
يَا أيُّهَا المَلِكُ الّذِي قَامَتْ لَهُ
الدُّنْيَا فَلمْ تَسْتَعْذبِ الأفْرَاحَا
لمَّا نَقَشْتُ القَافِيَاتِ بِتَاجِهِ
زَيَّنْتُ صَدْرَ الفَرْقَدينِ وِشَاحَا
رُحْمَاكَ عُدْ إنَّ الدِّلاءَ تَكَدَّرَتْ
وَتَفَجَّرَتْ عَيْنُ البِلادِ جِرَاحَا
(*) عميد الموهبة والإبداع والتميز بجامعة الإمام