بوصفها لغة عالمية تعد لساناً ثقافياً لجزء كبير من العالم، وتعكس ثقافة أصيلة لما يقرب من ربع العالم الذي يدين بدين الإسلام، يحتفل العالم اليوم السبت الثامن عشر من ديسمبر من كل عام باللغة العربية، اللغة السادسة من حيث نسبة المتكلمين بها والوعاء الثقافي والحضاري الحاضر في مسيرة البشرية؛ حيث كانت ولا زالت الوسيلة المعرفية التي نقلت المعارف الإنسانية، ولساناً قرَّب بين أمم وشعوب القارات الخمس.
واللغة العربية يحتفل بها العالم اليوم من خلال الأمم المتحدة، ويعدها - وهي كذلك - من بين أكثر ست لغات عالمية يتحدث بها البشر؛ إذ تعد اللغة العربية سادس لغة يعتمد عليها الناس في التفاهم بينهم ولسان حالهم والوعاء الثقافي لنقل حضارتهم، فهذه اللغة الحية أُنزل كتاب الله القرآن الكريم بمفرداتها؛ لذا فإن أكثر من ربع العالم، وهم المسلمون، يتحدثون بهذه اللغة التي تأتي بعد اللغات الصينية والإنجليزية والهندية والإسبانية والروسية.
وهذه اللغة الحية، اللغة التي يتمسك بها قرابة المليار ونصف المليار مسلم إلى حد القداسة، تعاني استخفافاً وعدم اهتمام من أهلها، والناطقين بها؛ إذ طغت «العجمة» والعامية على مقدمي البرامج في المحطات الفضائية، وللأسف الشديد المحطات الفضائية العربية، ففي الوقت الذي يتمسك فيه مقدمو البرامج والمذيعون في المحطات الفضائية غير العربية، التي تبث برامجها باللغة العربية، باللغة العربية الفصحى الجميلة، نجد أن المذيعين العرب يسقطون في وحل العامية التي تحصر متلقيهم في مساحة ضيقة هي المتحدثون بتلك العامية.
العالم يحتفل باللغة العربية ويعطيها مكانتها المرموقة، ونحن نستهين بها من خلال مذيعي القنوات الفضائية، وتركنا التخاطب بالفصحى منها، بل حتى واجهات المحال تعتدي على اللغة، وهذا ما يتطلب أن نعطي اهتماماً أكبر للغتنا ونشرها، وقبل ذلك التحدث بها في وسائلنا المرئية والمسموعة، والتشدد في الكتابة بها.
JAZPING: 9999