على الرغم من حرص أصحاب القرار في أي مؤسسة عامة أو خاصة على اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب إلا أنهم لا يحالفهم الحظ دائماً ولو تحقق ذلك لعشنا في عالم ملائكي ولم تصادفنا الأخطاء الشنيعة أو الإهمال المتعمد أو الفشل الذريع.
تلقيت دعوة من إحدى الإدارات الحكومية لإلقاء محاضرة إعلامية مع زميل إعلامي.. فقبلت الدعوة رغم مشاغلي وبدأت بالاستعداد لهذا اللقاء الذي يستهدف نخبة من تربويات المجتمع الشرقي.
وقد عكفت على جمع عدد كبير من الحقائق والمدلولات بهدف إثراء المحاضرة وحرصاً على تحقيق الأهداف المرجوة من هذا اللقاء. ثم أجريت اتصالاً بزميلي المشارك في اللقاء عند الحادية عشرة مساءً ليلة اللقاء لأستفسر عن موعد تواجده ظناً مني أن لديه علم مسبق بمشاركتي له في اللقاء الإعلامي إلا أنه عبّر عن عدم رغبته في المشاركة مبرراً بتواجده خارج المنطقة الشرقية وارتباطه بأمور أخرى وقال لي: البركة فيك. ثم فوجئت بعد عدة دقائق باتصال من المنسقة لهذا اللقاء ومديرة الإعلام في المؤسسة ترجوني خلاله أن أقدم المحاضرة منفرداً بعد اعتذار الزميل بسبب ظروف استجدت فرجت بذلك إنقاذاً للموقف. لكن وقبل أن تتجاوز الساعة منتصف الليل اتصلت بي المنسقة مرة أخرى وأبدت أسفها لإخباري أن المحاضرة قد تم إلغاؤها ليوم غد على أن يتم تأجيلها للأسبوع المقبل بسبب (انشغال) المدير العام!!
وبكل صراحة وشفافية أسألكم:
هل يمكن لأحدكم تصور أن مديراً عاماً لمؤسسة حكومية مهمة يلغي محاضرة لزميل له يرأس جهازاً إعلامياً في نفس المنطقة بحجة أنه مشغول وذلك قبل انعقاد اللقاء بساعات معدودة؟! السقطات كثيرة ولكن المؤلم أن تصدر ممن يفترض أن يكون إدارياً محنكاً وتربوياً ناجحاً يصدر القرارات الحازمة والحاسمة فإذا به يتلقى الأوامر والتعليمات من غيره ويرضخ ويلغي محاضرة معتمدة من أجل كسب ود آخرين..! وما زاد الطين بلة.. أنني اكتشفت بمحض الصدفة أن اللقاء أقيم في موعده المحدد وبتواجد الزميل (المعتذر) بعد إلغاء المحاضرة التي كنت سأشارك بها حسب التعليمات الواردة لسعادة المدير.
al.mulhem@hotmail.com