ضمن الحملات الإسرائيلية المسعورة ضد المملكة العربية السعودية ظهرت مؤخراً آراء وتحليلات تلمح إلى أن المملكة العربية السعودية تقف وراء المواقف المتطورة التي ظهر بها المفاوض الفلسطيني في الفترة الأخيرة في تعامله مع الدور الأمريكي. لقد أدى القرار الفلسطيني بتعليق المشاركة في المفاوضات المباشرة حتى بعد الانتخابات الفصلية الأمريكية السابقة إلى إحراق أوراق مهمة كانت تلعب أو تتلاعب بها إسرائيل، تلا ذلك محاولة الجانب الفلسطيني عرقلة المساومة والابتزاز الإسرائيلي للولايات المتحدة بالاعتراض على أي تعهدات خطية أمريكية لإسرائيل بخصوص استئناف العمل بالمستوطنات.
وقد ذهب البعض في الجانب الإسرائيلي إلى التحذير من تضاعف خطورة المملكة العربية السعودية على إسرائيل وعزوا ذلك إلى العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتواجد السعودي (الكثيف) حسب رأيهم على الساحة الأمريكية، مما أهل السعوديين لأن يكونوا أكثر شعوب المنطقة معرفة بالولايات المتحدة الأمريكية وطبيعة العلاقة الإسرائيلية بها والممارسات الإسرائيلية التي تصطبغ بها تلك العلاقة المشبوهة التي تركز على الخداع الإسائيلي والابتزاز وخلخلة النظام الاقتصادي والسياسي الأمريكي بما يخدم إسرائيل فقط في نهاية المطاف. بقي على السلطة الفلسطينية، أو غيرها، أن تُنشىء مركزاً للدراسات الأمريكية هدفه فضح الممارسات الإسرائيلية في أمريكا، وأن يكون باكورة إنتاجها بحث أو كتاب عن سيرة روبرت ميردوخ وشركته نيوزكورب News Corp والدور المخزي الذي تلعبه محطته الإخبارية في أمريكا fox News في تحطيم البنية السياسية وإضعاف الرئاسة واستعباد الكونجرس سعياً وراء قتل الإرادة الأمريكية ومنعها من تحقيق أي شيء للفلسطينيين.
أما الخطوة القادمة للفلسطينيين فهي رسالة واضحة للأمريكيين مفادها أن الإقدام على قضية بدون شاهد أفضل من حضورها بشاهد زور.