قرأت قبل أيام في جريدة الجزيرة موضوعاً كتبه د. عواد العواد تحدث فيه عن سموه الكريم وكيف أنه مهموم بمدينة الرياض وأنها وقاطنيها شغله الشاغل، بل إنه من اهتمامه بها ينظر إليها كابن من أبنائه عاصره وليداً وبدأ يكبر ويشب عن الطوق يوماً بعد آخر وهو يرمقه بنظرة الأب الحانية والخائفة عليه من أن يتعرض لعثرة أو كبوة لا سمح الله. وقبل أن أغوص في الموضوع الذي أنا بصدده ألا وهو مدينة الرياض وهموم أميرها، أنتهز هذه المناسبة لأهنئ أميرنا وأمير مدينة الرياض المحبوب بما منّ الله به من صحة وعافية وسلامة لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين ولسموه الكريم وأعود إلى ما ذكره د. عواد العواد بأنه عندما أنيط به مصاحبة بعض كبار زوار المملكة يطلبون منه ترتيب مقابلة لهم مع سمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وذكر منهم على سبيل المثال رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير ورئيس وزراء كندا السابق أيضاً وليس في الأمر غرابة أن يطلب كبار زوار مملكة الإنسانية مقابلة هرم وركن من أركان الحكم في مملكة الإنسانية ينضح بالحكمة والآراء والأفكار السديدة، وعندما تحقق لهم ما أرادوا فاجأ سموه الكريم ضيفه الكبير رئيس وزراء كندا السابق بالسؤال التالي: ما رأي فخامتكم في مدينة الرياض؟ فكان جواب الضيف الكبير أن ليس المسؤول بأعلم من السائل، وجاء جواب سموه الكريم معقباً أن رأيي سوف يكون مغموساً بالعاطفة الأبوية فأنا أنظر لمدينة الرياض كابن من أبنائي ولذلك فأنا أحب أن أسمع رأي الآخرين عنها وملاحظاتهم عليها، فقال الضيف: سبق لي زيارة مدينتكم قبل ثلاثة عقود وكانت مدينة متوسطة الحجم ليس فيها كثير من المشاريع التي نشاهدها اليوم في كل زاوية من زواياها ولم يكن فيها الكثير من الإثارة للزائر.أما أنا كمواطن من مواطني عاصمة مملكة الإنسانية الحديثة ومحب من محبيها ومحبي أميرها، فإنني أرى فيها وهي تشب عن الطوق وتكبر وتحلو في أعين ناظريها ومحبيها يوماً بعد آخر بل ساعة بعد أخرى ولكن كما يقول المثل العامي (الحلو ما يكمل) وعاصمة المملكة مثل المملكة العربية السعودية تنمو وتتمدد في كل الاتجاهات بشكل أسرع من اللازم لا بد أن تكون همومها كبيرة وحملها ثقيل على من يتولى مسؤولية إدارة دفتها ومنذ متى.. منذ ما يزيد عن الخمسين عاماً فالآمال والتطلعات معقودة على سموه أن يأخذ بناصيتها بوتيرة أسرع، ولي بعض الأحلام والآمال في أن أرى مدينة الرياض وقد شقت فيها طرق بمستوى طريق الملك فهد أو أكبر تخترقها من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها وأعلم أن هذه أمنية مكلفة جداً وسوف تأخذ جهوداً ووقتاً طويلاً ولكن الأحلام والأعمال العظيمة لا تتحقق بين يوم وليلة، ثم هل يعقل أن مدينة بضخامة وتمدد مدينة مثل مدينة الرياض تخلو من وسيلة نقل حديثة تخترق طرقاتها! حافلات قديمة يقودها أناس ليس لهم دراية بمثل هذه الخدمات وتصول وتجول فيها سيارات الأجرة كيف ما كان بقيادة سائقين ينحرفون للوقوف كيف ما عنّ لهم غير مبالين بالآخرين! أما آن لنا أن نسارع بالتفكير والتنفيذ بوسائل نقل عصرية تشرف وترتقي بمدينة ضخمة كالرياض وتخدم الملايين من قاطنيها الذين يتزايدون بوتيرة سريعة جداً ونفخر بها أمام زائريها ولا سيما أن المواصلات الحديثة تنمي الاقتصاد وتوفر الوقت وتساهم في تنشيط السياحة، مدينة كالرياض تعاني من الجفاف والعواصف والأتربة تحتاج إلى أن نفكر بشكل جدي وسريع أيضاً لاستجلاب مياه الخليج العربي نخلق منها بحيرات ونهيرات مائية تلطف الجو وتزرع حولها الأشجار التي تنمو على المياه المالحة وتنشأ حولها المتنزهات وأماكن التريه للتخفيف من جفاف وحرّ هذه المدينة الآهلة بالسكان من أكثر من مائة دولة وقُطر. في مدينة الرياض لا بد من إيجاد أماكن ترفيهية ومتنزهات وأندية ومضامير يقضي الناس فيها بعض الأوقات الممتعة وممارسة نشاطات مفيدة تخفف على الشباب والأسر من عنت الفراغ والبطالة وتسعد وتريح نفوسهم وتقلل من محاولات الهروب منها إلى الدول المجاورة التي وفرت كل هذه المقومات واستفادت مادياً استفادة عظيمة.
مدينة الرياض تحتاج إلى سرعة تنفيذ طريق سريع ومختصر يربطها بشاطئ وميناء العقير التاريخي أول ميناء يخدم المنطقة الوسطى فهو الأقرب لمدينة الرياض ويحف به شاطئ عُذري جميل وهادئ والمأمول من رئيس هيئة السياحة سمو الأمير سلطان بن سلمان وهو الأمير النشط في ميدانه أن يعجل بالاهتمام بهذا الشاطئ والطريق وتوفر له الاعتمادات المالية والإمكانيات الضرورية ليتم توفير وسائل الراحة والتنزه والسكن المريح بأسعار معقولة وفي متناول الجميع خدمة لأهالي وقاطني مدينة الرياض وزوارها. وبعد هذا غيض من فيض وأمنيات وددت أن أشارك بها ليطلع عليها صاحب السمو أمير مدينتنا المحبوب.. وأسأل الله السداد والتوفيق.