نقلت لنا (الجزيرة) في تاريخ 4 محرم 1432هـ العدد رقم 13952 استقبال نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -حفظه الله- للفائزين بجائزة الأمير سلطان العالمية للمياه، هذه الجائزة العالمية التي وضعها ودعمها وطوَّرها نائب خادم الحرمين الشريفين وفقه الله، حيث إنه يعلم بحاجة الإنسانية عمومًا للمياه وأن الكرة الأرضية تتعرض لنقص رهيب في المياه وأن توجه العالم نحو النفط سوف يتغير وسوف تتنافس الدول على المياه ولعل هذا التنافس بدأ ظهوره، حيث نجد أن بعضًا من الدول تتنافس الآن على مصادر المياه.
وبلادنا الغالية من المعروف أنها تقع في منطقة صحراوية قليلة الأمطار وأن منسوب المياه أخذ بالانخفاض وأنه يجب عدم الإسراف في المياه، حيث إنها هي الحياة، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (30) سورة الأنبياء، وعلينا أن نكون يدًا واحدة في المحافظة على المياه وترشيدها وعلينا أن نبتعد عمّا يجعل المياه تهدر وخصوصًا في الأشياء غير الأساسية فعلى سبيل المثال عملية التشجير التي تكون على الطرق السريعة التي تستنزف المياه وبشكل كبير وتساعد على جلب الحيوانات وخصوصًا الجمال وتتسبب بالحوادث المرورية وأضرارها كثيرة وقد ذكرت ذلك في مقال سابق في (الجزيرة) خصصته عن أضرارها، وهناك بعض البلديات قد بالغت في المسطحات الخضراء التي تحتاج إلى سقاية مستمرة وكثيرة، صحيح ما أجمل أن تكون الأرض خضراء ولكن الأجمل أن نفكر بالأعظم وهو نقص المياه وأن نفكر بالبديل، حيث إنه يوجد الآن المسطحات الخضراء الصناعية التي قد تغني عن الطبيعية، كذلك ذكرت (الجزيرة) أن إحدى المدن في بلادنا استخدمت المياه المعالجة في سقاية أشجارها وزهورها.
ونأمل من وزارة الثقافة والإعلام أن تقوم بحملة إعلامية كبيرة تحث فيها على ترشيد المياه وكذلك يجب تدريب الأجيال القادمة على المحافظة على المياه ويكون ذلك من خلال وزارة التربية والتعليم بتخصص دروس ومحاضرات عن ترشيد المياه. وعلينا أن نتدارك الوضع قبل أن يقع الفأس في الرأس وتصبح بلادنا الغالية بدون مياه، وأسأل الله العلي العظيم أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين ونائبه والنائب الثاني وأن تتمتع بلادنا الغالية بجميع أنواع الأمن والاستقرار.
خالد عبدالرحمن الزيد العامر - البدائع