قرأت مقالاً للأخ ناصر محمد الحميضي عن نظام ساهر وطلبه أن تشمل فئات أخرى وتعقيباً عليه أقول: قبل تطبيق (ساهر) كانت الشوارع تعج بفوضى عارمة، سرعة، تجاوز إشارات، تفحيط، والمخالفات لا تعد ولا تحصى.
عندما يزور أحدنا المستشفيات يجدها تزخر بضحايا المرور، كما أن المقابر تستقبل يومياً أعداداً كثيرة من أشلاء الموتى كل يوم، الذين حصدهم المتهورون في المدن وعلى الطرق جراء الاستهتار بحيثيات المرور.
كم من إعلان نعي نقرأه في الصحف يومياً لأم ثكلى فقدت ابنها ولأب فقد ابنه وأعز أقاربه.
جاء ساهر وبسرعة قياسية انضبط المرور، فلم لا نهنئ أنفسنا بهذا النظام الذي حد من وتيرة التهور، وقلل من نسبة اليتم والإعاقة؟
إذا كان بعض الناس مستائين من نظام ساهر فذلك لأنهم جبلوا على الفوضى، فأصبح بعض الكتاب في الصحف والكاريكاتير يبررون استياءهم ونصبوا أنفسهم للدفاع عنهم فيجب أن لا نلتفت إليهم، ونهمس في أذان المسؤولين عن (ساهر) بأن الدهماء الذين لا يستوعبون الدرس والتجربة هم الذين يجب التركيز عليهم، ومتابعتهم في الشوارع وأن يكون المرور صارماً معهم.
نستثني من هؤلاء الفئة المتصلة بالعالم الآخر فعلى سبيل المثال لا الحصر الأسر الميسورة التي أتيحت لها الفرصة بزيارة البلدان المتحضرة، والدارسون في الخارج يعون أهمية هذا النظام، وهم أقل من أن يقعوا في شراك (ساهر) ثم إنهم يتجاوبون مع تعليمات المرور، ولكن الذي لم يؤت حظاً من التعليم، فليس هناك من سبيل إلى تطبيق نظام صارم، عندئذ يتعلم أصول السير وأهميته.
إن نظام ساهر يحكي قصة ألم نتاجها الموت قال تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
مقدم متقاعد/ أحمد الأحمد - الرياض