سألوه: ماذا يحمل ألبومك القادم من أغاني؟ فقال على الفور: الأغاني القادمة هي «الروابط الكيمائية» و»الجدول الدوري» و»المحاليل والمخاليط».
هنا، لابد أن تعرف أن الشخص الذي تم توجيه السؤال إليه ليس مطربا شهيرا، بل هو معلم علوم في المرحلة المتوسطة، اسمه أدموند، وأن أسماء الأغاني المذكورة أعلاه هي في الواقع عناوين لبعض الدروس التي قدمها لطلابه في منهج الكيمياء. يقوم المعلم أدموند بتحويل دروس الكيمياء التي يدرِّسها إلى قصائد طريفة، ثم يقوم بتسجيلها بالفيديو غنائيا، وهو ممسك بلوحات عليها رسوم وشروحات توضح المفاهيم الكيمائية: يغني المعلم (المطرب) قصائده التعليمة بنفس ألحان أغاني شهيرة يعشقها الطلاب، ثم يقوم لاحقا بوضع أغانيه تلك على موقع اليوتيوب ليشاهدها طلابه وطلاب العالم.
لقد لاحظ المعلم أدموند أن مفاهيم العلوم تبدو سهلة التعلم عندما تقدم للطلاب مغناة بموسيقى أغاني شهيرة.
هذه مجرد طريقة واحدة من العديد من الطرق التي يستخدمها المعلمون في دول العالم المتقدم لإيصال المفاهيم العلمية إلى عقول طلابهم. أما هنا فالوضع يبعث على الحزن، أستطيع القول- ومن تجربتي الشخصية الطويلة في المجال التربوي- إن ما نقدمه لطلابنا من تدريس هو أبعد ما يكون عن التدريس الحقيقي. عندما تدخل أحد فصول مدارسنا فسوف يخيل إليك أنك تدخل قاعة محاضرة عامة، خطيب جهوري ومستمعون في حالة صمت إجباري مطبق.