|
بيروت- هناء حاج:
ضمن أجواء لا تخلو من الحماسة والشوق لسماع صوت شبابي فيه من القوة والجمال الكثير احتشد جمهور غفير من رجال سياسة وإعلام ومثقفين ومتشوقين للفن الأصيل في مسرح «المعهد الأنطوني» في بعبدا شرق بيروت، لاحتفال مع المغني الأوبرالي اللبناني الشاب غبريال عبد النور بإطلاق ألبومه الغنائي الثاني «قمر بيروت» الذي أصدره بعد ألبوم «جبران خليل جبران» وحمل الألبوم الكثير من الثقافة الموسيقية التي جال فيها في العالم العربي والغربي ونال الكثير من التكريمات على ما يقدمه بصوته العريض وأغنياته الجميلة والموسيقى الراقية.
في أمسيته الغنائية الجديدة قدم غبريال عبد النور نمطًا عصريًا من الموسيقى والكلمات التي تحمل الإحساس الكثير والانتقاد في أحيان أخرى، نصت كلمات الألبوم بأغنياته التسع الشاعرة ندى منير عبد النور، بما فيها أغنية خاصة عن مدينة حلب السورية التي تغنى فيها وترك عشقه وحبه يسكن هناك.
وقدم عبد النور أغنياته بأسلوب عصري جميل لم تخلُ موسيقاه من الإيقاع الجميل، بالإضافة إلى تقديمه بعض الأغنيات بمرافقة استعراضية لإضفاء جمالية ترافق الأغنيات والإضاءة والمسرح الملون، فنالت إعجاب الحضور بشدة.
قبل الأمسية تحدث غبريال عبد النور ل «الجزيرة» عن ألبومه قال بالتفصيل وتقبل الناس له: «لا أعرف إلى أي مدى أنا قادر على كسب الإذاعات التي تطلب الدعم المادي للأغنيات خاصة أني أنتجت الألبوم من حسابي الشخصي، وعنوانه «قمر بيروت» وتضمن تسع أغنيات كتبتها ندى منير عبد النور ولا يربطني بها أي صلة قرابة مع أن البعض يظن ذلك.
ندى هي ابنة الشاعر منير عبد النور ومتأثرة بالجو الذي نشأت فيه ووالدها له بصمته وأذكر من أعماله «يا حبي اللي غاب» و»عيدك يا الانت العيد» و»يا ريت بترضي»، وتعرفت عليها في برنامج تلفزيوني وأخبرتني أنها تكتب أيضًا وأنا أحببت نصها جدًا لذا تم التعاون بيننا فأخذت منها أغنيات الألبوم ولحنتها كلّها بالرغم من أنَّي لم أكن أرى نفسي ملحنًا ولو أني شاركت في ماراتون بيروت على مدى سنتين ولحنت عملين، ولكني لم أفكر يومًا أن أطرح نفسي كملحن.
في ألبومي التوزيع الموسيقي كان للأستاذ عبدو منذر ويغلب على العمل الطابع الرومانسي، وهناك أغنيتان واحدة جو جاز «ما بيصح إلا الصحيح» التي تترجم أي علاقة انتهت بين امرأة ورجل وما يمكن أن يقال فيها. و»رشوا الورد» لزفة العرسان وهنا ابتعدت قليلاً عن الجو العام الرومانسي للألبوم إلا أني أقدم فيه ما يشبه الناس».
وعن رأيه بالأغنية الضاربة في ألبومه قال: «الناس هم من سيحددون الأغنية الضاربة، وبرأيي ليست واحدة بل هناك أرى في الكثير من الأغنيات ضاربة فهناك من أحب أغنية «ما بيصح إلا الصحيح» وآخرون أحبوا «شو ناطرين» وجزء أحب «قمر بيروت» ونحن الآن ننتظر صدى أغاني الألبوم لنرى أي أغنية هي الأكثر قربًا من الناس.
كثير يظنون أن «قمر بيروت» أغنية وطنية إلا أنها عاطفية، بالإضافة إلى أغنية «الزفة» التي خصصتها للأفراح.
عن عدم اختياره الطريق الأسرع للشهرة مثل المغنين الآخرين قال: «لأني أريد أن أشبه ذاتي قبل كل شيء بحيث أقدم ما يميزني عن الآخرين فإذا نظرت جيدًا ستلاحظين أنهم جميعهم متشابهون بالأغنيات والشكل حتى، بصراحة أنا أشعر بالمسؤولية فيما أؤديه تجاه كل المحيطين بي من أهل وأناس يسمعونني وتجاه المجتمع الذي أتمنى له الخير وتجاه بلدي أيضًا وهناك أفكار مهمة في بالي أرى أنها يجب أن تترجم غنائيًا وقد تكون كونية أحيانًا، عن السلام وعن الوطن وحتى في الحب ولكن بمعانٍ معينة، لذلك كان عملي الأول عن جبران خليل جبران، فقد أحببت أن اتطرق لموضوعات لم يطرحها أحد بعد، لذلك سعيت لتكريم شخصية من هذا النوع خارج الوطن كي أقدم صورة بهية ومشرفة، وقدمنا صورة شعرية كما هي، والأمر لم يكن سهلاً، وأردت أن اتكلم بلغة تشبهني وأثير فضول الشباب الذي لا يعرف جبران كي يسأل ويستفسر أكثر».
وعن احتمال وجود مافيا تحارب الفن الجيد، أكَّد غبريال هذا الأمر، موضحًا أن هناك المافيا توظف الفن لأهداف رخيصة وأظن أن الجميع يعرف ذلك».
وعن إمكانية مجاراته لهذا الواقع قال: «أبدًا ولست مضطرًا لذلك، أريد أن أخرج من جو جبران بعض الشيء كي لا أبقى محصورًا بجو نخبوي ولكن ليس بالتوجه نحو الفن الرديء».
وعن تواصله مع القيمين على المهرجانات ذات الطابع الثقافي، قال: «شاركت في مهرجانات جبيل على سبيل المثال، أما فيما يتصل بمهرجانات بعلبك وبيت الدين وصور فالعمل الذي أنجزته بحوزتهم ولم يتم أي تواصل بيننا ولم أتلق أي دعوة منهم».