قلت هذه القصيدة في بلاد القصيم وسكانها من كرام الحمائل والقبائل من الحاضرة والبادية وخاصة رجال عقيل الذين اشتهروا في رحلاتهم ومواقفهم المشرفة وإخلاصهم لدينهم ووطنهم ومليكهم:
مبداي باللي أرزاق الخلق كافلها
رب الخلايق بديع الكون باريها
ذرية آدم على المخلوق فضلها
وما كنَّتْ صدورها يعلم بخافيها
الخالق اللي لنا الأنعام حللها
من مد جوده جميع الخلق يعطيها
ومن بعد ذكره بدعت أشعار قايلها
منظوم من خاطري والفكر يمليها
أختار من عذب القوافي صمايلها
عن نقد سامعها وعن نقد قاريها
قيفان نظمتها ما أبغي مقابلها
من يفتهم مقصدي يدرك معانيها
قيفان بأهل الفخر تلقى بمحافلها
شبابها وشيبها بالشعر أحييها
أزكى التحية من الأعماق مرسلها
تحية من صميم الجاش مهديها
عساك يا سامع المنطوق تنقلها
لأهل الديار الذي بالحيل نغليها
دار القصيم اللي نويت أتناولها
بالمدح لن ما هقيت أني أوفيها
يا سعدها بحكم فيصلها وفيصلها
فيصل بن بندر الصنديد واليها
حكم بالأنصاف والبلدان ما أهملها
به تفتخر حضرها وتفخر بواديها
وفيصل بن مشعل الشغموم جمّلها
نسل الملوك اللي عريبه مجانيها
والكل منهم قصارى الجهد يبذلها
نتايج جهودهم بانت مواريها
سلام لشخوص القصيم وحمايلها
سلام لأعيانها وجملة عوانيها
سلام يا حضر القصيم وقبايلها
اللي سكن بالقرى واللي حواليها
سلام يا بلاد القصيم ومنازلها
سلام يا ساكن الديرة وأهاليها
سلام لسوار القصيم ومداخلها
سلام لبروجها وعالي مبانيها
سلام لخبوب القصيم ومساهلها
سلام لجبالها وشامخ روابيها
سلام لغروس القصيم ومشاتلها
سلام لرمالها واللي نبت فيها
سلام لفياض القصيم وخمايلها
سلام لرياضها ومربع مفاليها
سلام لعدود القصيم ومناهلها
سلام لحجارها واتلاع واديها
دار الكرامة يعل السيل يدهلها
رب الملأ من مزون الغيث يسقيها
من ديمة ناشية ترزم مخايلها
بالهاطل اللي جذوع القشع يحييها
العوني الشاعر المشهور مثلها
تشبه خلوج ندب بالصوت راعيها
يوم اخلجت دارهم جوها بواسلها
بسيوف من دم الأعادي تحنيها
لا صالت جموعها وخابت عواذلها
ما نال من دارهم من صال باغيها
أولاد علي عناد الخصم يزعلها
أن حان وقت اللقاء ما أحد يلاقيها
وان كان نار الوغى شبت مشاعلها
يا ويل وقت اللقاء من هو يعاديها
تحمي حمى الدار والثارات تدبلها
يوم الحرايب بغالي الروح تفديها
دار الأسود اللي تشرف فعايلها
دار الرجال اللي من الضد تحميها
دار الرجال اللي كثيرة فضايلها
الكل يفخر بها لا حل طاريها
دار الرجال اللي على سلم أوايلها
اللي على الطايله طالت يمانيها
دار الرجال اللي قديمه مراجلها
عزوة عقيل اللي بعيده مداليها
دار الرجال اللي تجوب بقوافلها
ما ديره إلا رجال عقيل تأتيها
الديرة المخصبة تجلب مكايلها
وتفرج لناس زمان الجوع ترجيها
تشهد لها نجد ما تنسى جمايلها
من كل الأنواع بالمونة اتغذيها
ويوم القصا بالسفر تتعب رواحلها
فوق النجايب بعيد الدار تطويها
يسعون وقلوبهم على الوطن ولها
ولا منهم اللي ملك الأجداد ناسيها
الهند والسند ربع عقيل توصلها
وبلاد غزة تدوج في ضواحيها
ما هي سياحة لأجل مشاهد الملها
لكن تجارة لوازم نجد تشريها
أوقاتها بطاعة الرحمن تشغلها
ومجالس تجلب الهاشل قهاويها
أهل مضايف ما عن الضيف تقفلها
قوم بعصر الجفاء تندى صيانيها
تنسب لهم أطيب الأفعال وأجزلها
نعم الرجال اللي بعيدة هقاويها
يا مكثر اللي عروض المال سبلها
ما هو رياء يرجي من الله حسانيها
تعتز بسلومها وتحسن تعاملها
والكل يفخر بها ويشكر مساعيها
وصف الفعايل حقيقة ما أتخيلها
سوالف عقيل كل الناس ترويها
أشيد في مدها والنعم يشملها
فوارس ترهب العايل عزاويها
أبي أخبر اللي سلوم عقيل يجهلها
من شاد بالمدح والتمجيد يعنيها
أمجادهم مبطي التاريخ سجلها
كانت حديث العرب عنها بنواديها
قوم من اخلاصها بيض فوايلها
بقلوب رب الملأ للخير هاديها
سادات واللي يسود القوم عاقلها
أفعالها بأعلى المراتب تعليها
تمسّك بدينها وتخلص لعاهلها
اللي شعوب الوطن حقق أمانيها
يوم أبو تركي أياد الشر كبّلها
طوّع عتات العرب وانهى مغازيها
أنعم على الأصدقاء واعداه ذللها
ورجاله المخلصة طبعه يكافيها
جل المناصب من القصمان شكلها
واثق من أخلاصها ويعرف تفانيها
قاد المسيرة وسار الليث بأولها
يبي الجزيرة من الريبة يصفيها
حوّط على برها وحرر سواحلها
حتى أثبت حدودها وحدد موانيها
المقرني عزها وحلل مشاكلها
حكم وشرع الولي طبق مباديها
الحاكم اللي صحاري نجد حولها
أبعد ظلام الدجى ونوّر صحاريها
واللي الأمانة على الأمتان تحملها
أنجال صقر العرب ربي يقويها
هم عزها ومجدها وقادة جحافلها
ضد الطغاة وضد من شار مغويها
من أسرة نالت الأمجاد بكملها
يشهد لها بالفخر تاريخ ماضيها
الله على خدمة البيتين وكلها
من فضل رب الملأ كلن يهنيها
بالحق الأبلج هل الريبة تجادلها
وأهل الغوى والعيا تقطع علابيها
وصلوا على اللي علوم الدين فصلها
المصطفى مرشد الأمة وقاضيها