|
تحليل - وليد العبدالهادي
التضخم أصبح نقمة على الاقتصاد الصيني وأدوات الكبح المالي لم تفلح في إزاحته من البلاد والمستفيد الأول (قطاع التصدير في اليابان)، ومنطقة اليورو تستعد لقمة على مستوى الاتحاد أكبر همها البحث عن (درع إنقاذ) في حين نجد أن التضخم بدأ يتوقف عن مضايقة المنطقة، وسيولة التحوط عالميا بدأت تتسرب من أوعيتها والعملة الملكية تتألم وتشكو من هجر المضاربين بعد أن تركوها في قناة أفقية داكنة أمام الدولار، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:
الدولار الأمريكي:
سيولة المتحوطين بدأت تتسرب من العملة الخضراء والذهب الأصفر حيث الأول اتخذ مسار جانبي قسري بسبب قوة المقاومة 80 أمام سلة عملاته ويتوقع له الهبوط إلى مستوى 78 خلال بضعة أيام، أما الذهب الذي هبط إلى 1360 دولار للأونصة يكون قد سجل ثلاث قمم متلاحقة بيعية والمسار الجانبي هو عنوان تعاملاته ولديه هدف هابط إلى 1300 دولار للأونصة، وبشأن خام نايمكس فقد أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية عن انخفاض مخزون النفط بقيمة 9.9 برميل، وكان قد صعد الخام إلى 89 دولارا لكنه يبدي صعوبة في تجاوز التسعين وعقوده الآجلة في انخفاض لكن مسألة اختراق 90 دولارا تبدو شبه مؤكدة.
أسعار المنتجين بالمقياس السنوي تنخفض في آخر قراءة إلى 5.3% ومبيعات التجزئة ينخفض نموها لتنمو فقط بنسبة 8.0% في أكتوبر وأسعار المستهلكين تهبط إلى 1.1% وأسعار المنازل حديثة الإنشاء تظهر نمواً 9.3% بعد انكماش في القراءة السابقة ومع كل هذه الأرقام السلبية إلا أن مؤشر الداو جونز يغض الطرف ويرد بقمة جديدة عند 11519 نقطة، وهذا يؤكد أن الأسواق برمتها تتحرك بإستراتيجية المضاربة بهدف حفظ القيمة دون الاكتراث بما يجري في الاقتصاد.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي:
هبط من مستوى 34.1 إلى 32.1 والحالة تشير إلى أن المنطقة الممتدة من 36.1 إلى 31.1 تعتبر منطقة خصبة لتشييد قمة هابطة تستهدف كسر قاعه القديم 15.1 حتى العزم محروم منه الزوج والصورة مشوشة جداً لذوي النفس القصير ومليئة بالتناقضات الفنية.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي:
لا يزال مستوى 53.1 هدفا مرجحة ملامسته ومع نهاية الأسبوع تشكل نمطا بيعيا صريحا في الاتجاه الجانبي وهذه النوعية من الأنماط في الاتجاهات الأفقية غالبا ما يتبعها حركة سعرية حادة يرجح أن تكون للأسفل لكن بعد أن يكسر مستوى 53.1 وهذا مرجح جداً.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني:
المضاربون هجروا معظم الأزواج الرئيسة وشغلهم الشاغل هذا الزوج بالإضافة إلى اليوان الصيني ويعتبر زوج الدولار مقابل الين أفضل الأزواج الرئيسية بالسوق وإكمال الصعود إلى 87 وارد جداً ومؤشرات العزم تقف بجانب الاتجاه الحالي.
اليورو:
قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أكبر همومها هو البحث عند درع إنقاذ للتعثرات السيادية والبعد كل البعد عن الإنقاذ بالسندات والتمويل من الخارج، وهناك تصريحات جادة بهذا الخصوص تبعث على التفاؤل، ومؤشر ZEW الذي يرصد الثقة بالاقتصاد الأوروبي وصل إلى 5.15 والقراءة السابقة عند 8.13 وهو رقم جديد ينمي الثقة في الأسواق، والمركزي السويسري يثبت الفائدة عند 25.0% كما كان متوقعا وأسعار المستهلكين الأوروبيين عند 9.1% تظهر ثبات وهي مصدر مطمئن لدى الفريق الاقتصادي يحد من التضخم، والصورة تبدو جيدة ومريحة في المنطقة لكن ننتظر ما سيعلن عنه في القمة.
الجنيه الإسترليني:
أسعار المستهلكين على المقياس السنوي ارتفعت عشر بالمائة إلى 3.3% ومبيعات التجزئة إلى 7.4% وهي نشوة إستباقية لموسم الأعياد خصوصا من المستهلك (المشتري الصناعي) وليس النهائي، وهذا يضغط على الركود في البلاد أكثر خصوصا وأن مؤشر ILO لرصد معدل البطالة وصل إلى 9.7% والسابق عند 7.7% وما يجري حاليا يعتبر مؤقت حيث الحالة العامة تشير إلى تضخم ركودي انعكس ذلك على العملة الملكية التي تعاني من ضغط البائعين.
الين الياباني:
المركزي الصيني رفع تكلفة الإقراض من 31.5% إلى 56.5% للمرة الأولى منذ 2007م وكان السبب هو نمو أسعار المستهلكين إلى 1.5% وهي الأعلى منذ أواخر 2008م ومبيعات التجزئة نمت إلى 7.18% مما دفع المركزي برفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم العنيد طبعا هذه الأرقام تدعم قطاع التصدير في طوكيو وهذا أرغم الين على الهبوط وارتفعت شهية المخاطرة في البورصة والين هو الخاسر الأكبر.
محلل أسواق المال
waleed.alabdulhadi@gmail.com