قبل يومين احتجت إلى نقل بعض الأغراض في منزلي من مكان لآخر، وبسبب عدم توفر من يستطيع القيام بتلك المهمة داخل منزلي، فقد ذهبت للبحث عمَّن يقوم بتلك المهمة من العمالة المنتشرة في الشوارع العامة.
طبعًا، أنا أقر أن ما قمت به خطأ وهو عونٌ لهم في استمرار قيامهم بتلك الأعمال المخالفة ولكنني كنت مضطرًا لذلك خصوصًا أننا في يوم الجمعة ولا توجد شركات تخدم في ذلك الأمر.
أعود للموضوع، فقد لفت انتباهي انتشارهم بشكل كبير بعد صلاة العصر من يوم الجمعة، فقررت الوقوف للتحادث معهم وفوجئت بهجوم من أكثر من 10 أشخاص من جميع نوافذ السيارة، وتحدثت مع القريب من نافذتي وقلت: لدي أغراض احتاج نقلها من مكان لآخر، فرحبوا بي واتفقنا على السعر وهو (زهيد جدًا)، وغادرنا للمنزل، أثناء ركوبهم معي في السيارة دفعني فضولي (الصحفي) لسؤالهم عن أوضاعهم وأخبروني أنهم يعملون لصالح كفيل سعودي وأنهم لا يرونه إلا كل سنتين عند تجديدهم للإقامة، وفي كل زيارة له هم مطالبون بدفع مبالغ تتراوح بين 8000-10000 ريال للشخص الواحد. فسألتهم: هل يمكن لكم توفير المبلغ المطلوب؟ فأبلغوني أن عملهم صعب وبالتالي هم يسعون لجمع المبلغ بأي شكل على الرغم من بقائهم بعض الأيام بدون عمل بسبب كثرة العمالة المتخلفة المنتشرة بالشوارع العامة، وبالتالي فالمنافسة شرسة وطبعًا المستفيد هم الكفلاء (المتسترون) عليهم...
قلت لهم: أليس من الأفضل لهم لو كانوا يعملون براتب ثابت، فقالوا صحيح ولكن منذ وصولنا للسعودية أخبرنا الكفيل ألا عمل لديه وأن العمل متوفر في الشوارع وعليهم بذل قصارى جهدهم لتوفير المبلغ المطلوب له بعد كل سنتين، وإلا سوف يضطر لمنحهم تأشيرة خروج نهائي وتسفيرهم لبلدانهم وهم (مساكين) قد دفعوا الكثير من المال في سبيل الوصول للمملكة.
بعد ما سبق ذكره، لا أجد أي تعليق يمكن قوله سوى إلقاء اللائمة بالدرجة الأولى على الكفلاء (المتسترين) وأقول لهم: خافوا الله فيما تفعلون، وأدركوا أن هذه المبالغ التي تحصلون عليها جاءتكم بوجه غير حق، وأنتم بعيدون عن الوطنية، وبتصرفاتكم تلك تسيئون لبلدكم وتهدمون اقتصاده ونظامه، فأنتم أنانيون تكسبون أموالاً وتهدمون وطنًا دعمكم بكل شيء.