كثير من الإسرائيليين حذَّروا من تجاهل الحقوق الشرعية للفلسطينيين، بل والتمادي في سلب هذه الحقوق التي تتجاوز تبعات الاحتلال والاستيلاء على الأرض وحكمها، إلى متطلبات الحياة الإنسانية والتعامل مع الشعب الذي يتعرض للاحتلال. والإسرائيليون الذين حَذَّروا ونَبَّهوا من التجاوزات والذهاب بعيداً في اضطهاد الفلسطينيين ومضايقتهم حتى في حياتهم اليومية ومصادرة مساكنهم وطردهم من مدنهم، إضافة إلى إلغاء كلِّ مقومات السلطة والسيادة لممثل الشعب الفلسطيني الذي تمثله حركة فتح، والتي تقود سلطة مدنية لم تسمح إسرائيل لها بالقيام بدورها وحولتها إلى أشبه بسلطات بلدية، وحتى هذه السلطات لا يستطيع الفلسطينيون ممارستها بالكامل، فالسلطة الفلسطينية الوطنية لا تستطيع أن تبسط سلطتها على جميع المناطق الفلسطينية المحررة التي نصَّت عليها اتفاقيات أوسلو.
هذه المحاصرة للفلسطينيين، إضافة إلى التوسع في إقامة المستوطنات، وبناء الجدار العنصري، وتهويد المدن الفلسطينية وبالذات القدس والخليل، وطرد الفلسطينيين من أوطانهم، والتوسع في اعتقال الفلسطينيين وسلب حرياتهم حتى وصل من جرى اعتقالهم من الفلسطينيين ربع الشعب الفلسطيني.. كل هذه الممارسات والأعمال والتجاوزات غير الإنسانية، مع فشل الإدارة الأمريكية في وقف تعسُّف الحكومات الإسرائيلية، جعلتْ الأسرة الدولية تضيق ذرعاً بالتعسف الإسرائيلي والضعف الأمريكي في مواجهة التمرد الإسرائيلي وعدم تنفيذ استحقاقات سَنَّها المجتمع الدولي.
التجاهل الإسرائيلي والإهمال الأمريكي وصمت الأوروبيين دفعت الأسرة الدولية أن تتحرك لفك الحصار عن الفلسطينيين وإعطائهم حقوقهم التي سُلِبتْ منهم أكثر من نصف قرن.
وهكذا أخذت تتوالى الاعترافات بالدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967م، ولن يطول ذلك اليوم الذي ستعترف به الدول كافة باستثناء إسرائيل وأمريكا، وعندها لا يستطيع أحد أن يوقف هذه الدولة التي ينتظرها العالم أجمع ولا يقف في طريقها إلا الإسرائيليون ويجاريهم الأمريكيون.
JAZPING: 9999