صحح القرآن النظرة عن الإناث والتي كانت ذائعة الصيت في المجتمعات الجاهلية، فوجه العقول إلى تصحيح النظرة إليهن، وتعديل التصور عنهن.. فهي مخلوق خلقه الله تعالى مكملا للرجل في حياته.. فلها حقوقها وعليها واجباتها.
وبتصحيح هذا التصور نحوها هيأ الإسلام النفس البشرية من بداية الطريق إلى معاملتها بالحسنى والقيام بالواجب نحوها، وقد جاءت الآية الكريمة تصور النفوس المريضة لتعالجها الأمر الذي أدى إلى تمحور جديد في مجتمع البشرية النسائية وانبثاق عصر النور لها: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}، ثم هاهو يهز النفس البشرية ويسألها.. ويسأل ضميرها.. لتستيقظ من جهلها: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} وقد روى مسلم عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من عال- أي قام عليها في المؤنة والتربية - جاريتين - أي بنتين - حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه».
وإذا رزق الله الوالدين أبناء من الذكور والإناث، جاء التصور الإسلامي يعلمهما طريقة التعامل معهما بالمساواة بينهما. حتى جعله الرسول صلى الله عليه وسلم أحد أسباب دخول الجنة وهو عدم إيثار الصبي على البنت.. بل هما في الحب والعطاء سواء.. وفي تقديم الهدايا والمال سواء.. وفي التثقيف وطلب العلم سواء.. وفي المعاملة سواء بسواء.
ولعل من أهم الوسائل في إصلاح المنزل في وقتنا الحاضر النهوض بتعليم المرأة وتزويدها في المدارس بالقدر الوافر من الدين والخلق، وإفساح المجال في مناهج البنات للبحوث البيئية، وتراجم فضليات النساء اللاتي كن مضرب المثل في الخلق الفاضل؛ لأن الأم إذا صلحت فانتظر من ابنها أن يكون رجلا صالحا، ونحن إذا استقرأنا تاريخ العلماء وجدت أن السر في عظمة الكثير منهم ما بثته الأم من المبادئ الصالحة القويمة في مرحلة المهد ومدارج الطفولة الأولى.
وإذا كان ما تقدم يدل على أهمية دور تربية البنت لأنها أم المستقبل ومؤسسة المجتمع في الغد القريب، وصانعة الأبطال، فهل لنا أن نساهم في إصلاح المجتمع في تربية بناتنا وأخواتنا وتنشئتهن تنشئة صالحة.
- مشرفة تربوية