كل هذه الشيم وما لازمها من مروءة وشهامة ونخوة ونجدة ملهوف وعدل وما إلى ذلك من السجايا الفاضلة.. آراني مغرماً بها حقيقة، بصرف النظر عن كوني مطبقاً عملياً لهذه أو بعضها، ولا غرابة في ذلك فكم يهوي الإنسان أخلاقاً ترنو نفسه إليها وتهز جوارحه لسماعها ولكنه لا يطبقها عملياً بقدر ما يهواها نظرياً، وقد نجد من يحب شخصاً ما ويعطف عليه ويمنحه الهبات لكنه لا يعير أدنى نوع من الاعتبار أو الاحترام وكم نجد إنساناً أو شخصاً يفرض احترامه على أعدائه قبل أصدقائه وينتزع منهم تقديرهم لشخصه ويرغمهم على إعزازه وإجلاله.
قال الشاعر :
وشمائل شهد العدو بفضلها
والفضل ما شهدت به الأعداء