من المعروف أن الصدارة (المؤقتة) التي تمتع بأجوائها الفريق النصراوي لأيام معدودات.. إنما فرضتها عوامل وأحداث كانت ميادينها وأبطالها هناك في كل من بريدة والدمام.. بمعنى أنها لم تكن ترتكز على مؤهلات ذاتية صرفة تجعل منها مصدر ثقة وطمأنينة إلى حد الاحتفال المبالغ فيه والحديث عن البطولة (قبل الهنا بسنة)؟!.
- وإذا كان من الاجحاف لوم (الخفاف) على ذلك الاحتفال الاندفاعي على اعتبار أن هذه هي قدراتهم.. فإن أكثر ما أثار دهشة أصحاب النظرة الواقعية من نصراويين وغيرهم، هو ركوب بعض من كان يظن بأنهم ممن يقضون في مصاف أصحاب الرزانة والفطنة وبعد النظر لذات الموجة.
- حتى إنني سمعت في أعقاب لقاء الفتح من يتحدث عبر الفضاء بنبرة استعلائية وكأن الفريق مطالب بالمحافظة على لقبه الذي يكاد يذهب لغيره(!!).
- ما تقدم لا يعني المطالبة بمصادرة حق تعاطي الفرحة حتى ما كانت في إطارها ومداها المنطقي المستمد من أبعاد ثقافة متوازنة ومنطلقة من رؤى لا تتجاوز نطاق المعقول.
- فلو أن النصراويين تعاملوا مع الصدارة المؤقتة بالقدر المعقول من التعاطي الاحتفائي والاحتفالي الذي لا يضع الفريق في خانة البطل المتوج لمجرد تصدره بفارق الأهداف دون النظر للكثير من الاعتبارات التي تميل لصالح الفرق التي تنافس على الصدارة (؟!).
- أقول لو أنهم فعلوا ذلك لما شاهدنا الحالة (العنترية) والفوضوية التي أعقبت لقاء الفتح بهدف الاعتداء على الحكم تحت ضغط الاحساس بحتمية الفوز لا سيما على ضوء النقص المؤثر الذي تعرض له الفريق المقابل، وكأن على الحكم وبأية وسيلة، أن يحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه بالطرق المشروعة... مع إغفال تام وعجيب حق الفريق المقابل في التعادل (!!).
- ذكرت آنفاً مسألة الثقافة المتوازنة التي تنطلق من رؤى لا تتجاوز نطاق المعقول في التعاطي مع المستجدات الطارئة مثل الصدارة المؤقتة ونحوها فأقول:
- إن التماس الفوارق بين ثقافة وأخرى هو ما يتمثل في كون المشجع الهلالي لا يمكن أن يحتفل بالصدارة المؤقتة على نحو ما فعله نظيره النصراوي رغم أن فريقه يمتلك مقوماتها كفريق لا يرضى بما دون القمة ...
هذا عدا فارق المباريات المؤجلة، فضلاً عن الفارق التهديفي.. لأن ثقافة المشجع الهلالي التي اكتسبها بفضل تعايشه طويلاً مع مثل هذه الأشياء بمنطقية.. واضعاً في اعتباره وحسبانه حقيقة أننا ما نزال نعيش أجواء منتصف الدوري.. وإن الحديث عن الصدارة الحقيقية والاحتفال بها من الأمور السابقة لأوانها إلا في أعراف الذين لم يعتادوا على التعايش مع هكذا أمور، أي الذين تقذف بهم الصدف إلى مواقع لا يستطيعون التعامل معها بالشكل اللائق إلى درجة الإسراف في التقليل من شأن الآخرين، بل الإساءة لهم (؟!!).
- من هذا نخلص إلى القول بأن بعض المتغيرات التي تتحقق عن طريق المصادفة، إنما تكون غالباً بمثابة النقمة على أصحابها بدليل البكائيات غير المبررة التي يمارسونها الآن بعد فقدان الصدارة وكأن الفريق فقد أحد ثوابته (؟!!).
ضمائر في إجازة؟!
- هل يكفي لكي تبرأ الذمم من أوزار بعض ما حيك بحق الهلال من أفعال وأراجيف ودسائس على مدى عقود.. أن يختلف هذا الطرف أو ذاك مع آخر كان يجمعهما هدف (الكيد) للهلال إلى أمس القريب.. لكي يصدع أحدهما بكلمة حق ظلت حبيسة الصدور على مدى سنوات طوال كما حدث مؤخراً حول أكذوبة الدلال الهلالي المزعوم.. مع أن الكل يعلم يقيناً وبالشواهد والبراهين أين يصب نهر الدلال الحقيقي (؟!!).
- أو أن ينتظر الحكم الذي ظل يسلب الفريق الهلالي حقوقه المشروعة عياناً بياناً حد الظلم.. إلى أن يعتزل التحكيم لكي يعترف بأنه ظلم الهلال مرات عديدة، ولصالح من.. لصالح الذين ما انفكوا يجلدونه بألسنتهم وأقلامهم صباح مساء طوال تارخيه التحكيمي إلى درجة اتهامه بأن ميوله هلالية إمعاناً في الاستفادة أكثر وأكثر من تداعيات استسلامه للعبتهم، كما حدث من حبيبنا الكابتن (عمر المهنا)؟!
- كذلك (الصمت المطبق) الذي يخيم على رؤوس الأقلام الاتحادية كشهود عيان على مهزلة النهائي الشهير ب(نهائي العمر).. حتى إذا تضرر العميد من وجهة نظرهم ممثلا بطرد أحد لاعبي الاتحاد بواسطة ذات الحكم بعد سنوات.
- فجأة استيقظت ضمائر تلك الأقلام للحديث عن الظلم التحكيمي الذي طال الهلال في ذلك النهائي (؟!!).
- ولعل آخر الشواهد في هذا السياق هو ما يتمثل في حالة الانقلاب التي اجتاحت جانبا كبيرا من الصحافة المحسوبة على نادي الاتحاد مؤخراً تجاه نادي النصر على خلفية الموقف الشجاع للرئيس النصراوي من مسألة التحالف.
- فبعد أن كانت تلك الصحافة أكثر حرصاً على تبني المواقف ووجهات النظر النصراوية أياً كانت، والاستماتة في تكريسها.. ربما أكثر من حرصها على الشأن الاتحادي في كثير من الأحيان.
- ها هي تمارس العكس تماماً إلى حد التهديد والوعيد، والعمل على النبش في الملفات والدفاتر القديمة التي علاها الغبار والنسيان بغرض إيجاد ما يلجم ويدين ذلك الحليف السابق وإمعاناً في تصغيره وإظهاره بمظهر المستفيد الأكبر من بركات وثمار ذلك التحالف (؟!!!).
- بالمختصر المفيد: إنها أزمة ضمائر وكفى.
بيت القصيد:
(أرى حللاً تُصان على رجال
وأخلاقاً تُهان ولا تصان)