بصراحة أزمة التحكيم هي صناعة الإداريين والإعلاميين أكثر من أنها نتاج لأخطاء الحكام فالأخطاء لا تعالج بحكمة ولا واقعية نتيجة لاختلاف التعاطي الإداري والإعلامي معها وهو في الغالب تعاطٍ يستسلم للعواطف والأهواء عبر تصريحات وكتابات وبرامج غير مسؤولة في غالبها !
أمامنا كمثال ما حدث عقب صافرة نهاية مباراة النصر والفتح كان هناك محاولة اعتداء على الحكم العمري من بعض لاعبي النصر واحتجاج على بدل الوقت الضائع !
تباين التعامل الإعلامي مع مثل هذا المشهد الذي يتكرر هو الذي يصنع الأزمة لأنه تعامل لا يستند على الحقيقة والواقع وإنما كما قلت تحكمه الرغبات الخاصة والأهواء ففي هذه المباراة الأعلام الرياضي جعل قضيته هي الوقت بدل الضائع الذي لم يحسن الحكم تقديره!
لكن صورة الحكم ومن حوله رجال أمن كادوا يشتبكون مع بعض اللاعبين الذين يريدون الوصول إلى الحكم تصبح في مباراة أخرى وبحضور فريق آخر هي محور حديث الإعلام الرياضي ينسون فيه الوقت الضائع وتعاد الصور بالبطء عشرات المرات لكشف حراجة الموقف الذي يتعرض له الحكم ورجال الأمن من قبل لاعبي الفريق الذين سيقال عنهم أنهم يفتقدون الروح الرياضية ومن ثم المطالبة بردعهم وإنزال أقصى العقوبات بحقهم وحق فريقهم!
هنا كنا نحتاج إلى مشهد إعلامي وإداري عقلاني يوفق بين الصورتين بما يحقق مصلحة عامة تحفظ حقوق الجميع وهنا أيضاً نحتاج إلى قرار يستند إلى واقع ما حدث وليس قرار يحضر أو يغيب بحسب ردود الفعل ومستوى التناول الإعلامي!
انتقل إلى صورة أخرى في نفس السياق السابق ففي مباراة الاتحاد والفيصلي اكتفى الحكم بالبطاقة الصفراء لزياييه الذي ركل لاعب الفيصلي بعنف بقصد إيذائه ولم يشاهد رفسة أسامة المولد اللا إنسانية وهو ما تجاهله الإعلام المحب للفريق الذي لا ينتصر للروح الرياضية ولا يدافع عنها إلا عندما تصدر مثل تلك التصرفات من لاعبي فريق آخر منافس وهذا حال غالبية إعلاميي الأندية!
وفي المباراة ذاتها غضب اتحادي من الحكم العريني وتبحث عن سبب لذلك الغضب الاتحادي فلا تجد مبرر بل تجد أن خبراء التحكيم قد صادقوا على كل قرارات الحكم الصائبة ولاموه لعدم طرده لزياييه وأسامة المولد!
مشكلة الكثيرين منا أنهم يحملون الحكم مسؤولية خروج فريقهم متعادلاً أو مهزوماً بعد أن كان متقدماً بالنتيجة ويحملون الحكم مسؤولية هدف تعادل أو فوز يسجل في الدقيقة الأخيرة أو في الوقت الضائع!
نعم هناك حكام يرتكبون أخطاء كوارثية لكن لكي نعالج مثل هذه الأخطاء لا بد من الواقعية في التعامل معها لا أن نرحب بها عندما تكون لصالحنا ونخرج عن النص عندما تكون ضدنا هنا نفتقد المصداقية وبالتالي يتبلد شعور الحكم وتتكرر الأخطاء ومعها تتكرر المعاناة!
والواقعية التي أطالب بها هنا هي حلم ومع شديد الأسف الانضباط التلقائي غير متوقع ولا بد من تطبيق اللوائح بدون مجاملات على الإداريين والإعلاميين والحرص على البحث عن أسباب أخطاء الحكام ومعالجتها أكثر من الحرص على معاقبتهم ففي تصوري أن بعض الحكام يحتاج ضمن ما يحتاجه إلى اختبار ذكاء لأنه غالباً ما يخفق نتيجة سوء تصرف أو تقدير لا ينم عن ذكاء!
هل يعتذرون لسامي ؟!
أستطيع أن أتصور حالة الحرج والخجل التي انتابت أولئك الذين انتقدوا سامي الجابر لغيابه عن فريقه في الأيام الماضية عندما صرح سمو رئيس الهلال بأن الرجل كان في مهمة خاصة بالنادي بتكليف من الإدارة لكن السؤال هل يعتذر هؤلاء لسامي ؟!
مشكلة منتقدي غياب الجابر أنهم لم يضعوا لهم خط رجعة فقد كان بعضهم يجزم بأنه (يتمشى) في ماليزيا وبعضهم قال إنه مشغول بأفراح قطر وهذا الكلام الجازم القاطع عادة ما يعكس رغبة جامحة في أن يكون هو الحقيقة وإلا بإمكان الكاتب أن يشير إلى غياب الجابر وتأثيره ومن ثم يطرح تساؤل عن أسباب هذا الغياب ومبرراته!
وبالتأكيد أنه ليس كل من كتب عن غياب سامي يتصيد المواقف أو يتربص بالنجم الكبير بل ربما بعضهم من فرط حماسه للفريق وتأثره بالتعادل مع التعاون وجد في غياب سامي فرصة لتفريغ شحنة غضب طارئة!
المال (السايب) في الحزم!
صرفت إدارة الحزم المكلفة مبلغ مليون وثمانمائة ألف ريال في يومين منحتها البعيد وتركت القريب حيث لم يشارك اللاعب عبد الله الدوسري أمام الهلال احتجاجاً على عدم استلام مستحقاته التي ذهبت ضمن ما ذهب لصالح المدربين المنتهية عقودهم الذين فازوا بالغنائم!
ولم يستفد الفريق الحزماوي الذي يعاني مادياً وفنياً من هذا المبلغ الذي كان يمكن من خلاله إنقاذ ما يمكن إنقاذه لو تم التصرف به وفق أولويات كانت مهمة جداً لكنه صرف بطريقة تعكس رغبة واضحة في العودة السريعة جداً بالفريق إلى بساط الفقر!
وليس المال وحده هو (السايب) في الحزم بل حتى اللاعبون صاروا يغادرون النادي وسط فوضى إدارية عارمة فهذا أمين عام النادي ينقل لاعب كرة يد إلى نادي النصر دون علم الرئيس المكلف ولاعب آخر يمنح لنادي النجمة بثمن بخس رغم أنه من نجوم كرة اليد للشباب في المنطقة ولاعبون من فريق كرة القدم في طريقهم لأندية أخرى وكل هذا يحدث نتيجة صراعات شخصية كشفتها (صورة) يذهب الحزم ضحية لها على مرأى من عشاقه ومحبيه الذين خذلهم الداعمون وخذلهم مجموعة من أعضاء الشرف قريبين من النادي لا موقف لهم ولا كلمة فهم يظهرون على ساحة الحدث على طريقة (اللي يأخذ أمنا نقول له يا عمنا)!
أرجو من القيادة الرياضية أن تنظر في أوضاع الحزم وأن تشكل لجنة تقصي حقائق تبحث ما حدث ويحدث في الحزم فالفريق تتنازعه أياد خفية تعبث بمدخلاته ومخرجاته تحت إشراف الإدارة المكلفة!
وسع صدرك!
ما يحدث لفرق الفئات السنية في الهلال مؤسف جداً وعلى الإدارة ألا تكتفي بالفرجة بحجة وجود إدارة مستقلة لهذا القطاع فالمحصلة النهائية لما يحدث الآن هو خسارة الهلال!
صدارة النصر المؤقتة تداولها البعض كنكتة لأن صلاحيتها انتهت في غضون خمسة أيام لكن الأكيد أن النصر عائد ويحسب لإدارته قدرتها على الاختيار الدقيق من اللاعبين المحليين بشهادة نجاح ريان وبرناوي والسهلاوي وغالب وعباس والقحطاني والزيلعي وسعود حمود في انتظار طاقم جديد وجيد من الأجانب لتكون عودة النصر أقوى!
يقول الأمير فيصل بن تركي إن فريقه لو رجع إلى المنافسة فسيحل محل الاتحاد لأن أكثر نجوم الاتحاد أعمارهم كبيرة والصف الثاني فيه ليس مثل الأول!
السهلاوي تمنى الصدارة نصراوية إلى فترة التوقف الطويلة .. أكيد حتى نسمع طوال فترة التوقف هات العالمي رد العالمي!
أسامة المولد لا يستفيد من أخطائه وتهوره بلا حدود وعنفه وحشي ولم تؤثر فيه العقوبات المخففة الماضية فهل نمنحه المزيد من التسامح إلى أن يتسبب في إعاقة مستديمة لأحد لاعبينا؟!
لاعب النصر ماكين تطاول على رجال الأمن الذين حالوا بينه والوصول للحكم العمري ولولا تدخل سلمان القريني لتمادى اللاعب في عنترياته!
أمام الحزم خرج نيفيز ولعب عبد العزيز الدوسري فظهرت الحلول ووصل الهلال إلى المرمى هنا لا أقول بأن الدوسري أفضل من نيفيز لكن الأفضلية ليست دائماً حكراً على اللاعب النجم أو الأكثر خبرة أو الأغلى بل أحياناً الموهبة والحماس والروح هي التي تصنع الفارق!
الفريدي لاعب ممتع ومبدع وموهبته فلتة حتى وهو يرفع الضغط أحياناً ببروده وهو يحتاج إلى توجيه لا إلى هجوم عليه فالهلال لا يتحمل خسارة مثل هذا النجم!
نايف العنزي فقد الكثير من المعجبين بتحليلاته وآرائه عندما هاجم حكم مباراة الاتحاد والفيصلي وقال بأنه هزم الاتحاد وأنه يشك إن كان الحكم يعرف كرة قدم ولعل أراء خبراء التحكيم التي أنصفت الحكم هي التي تقرر من منهما الذي لا يعرف كرة القدم الحكم أم المحلل !
معلق المباراة كان مشجعاً اتحاديا أكثر منه معلقاً ولم ينصف الفيصلي الذي كان هو الأحق بالإشادة !
منصور البلوي قال بعد المباراة بأن أجانب الاتحاد هم من كان يصنع الفارق للفريق ويؤكد كلام البلوي هذا تراجع مستوى ونتائج الاتحاد مع تراجع مستوى اختياراته من الأجانب الحاليين!
تصريح الباز المشرف على فريق الاتحاد (كارثة) وبمثل هذه العقلية لن يفوز الاتحاد ففي الوقت الذي كان يفترض فيه أن يلوم لاعبي فريقه على تفريطهم بالنتيجة وعنفهم المبالغ فيه راح فقط يلوم الحكم نجم المباراة!
أعتذر وأشكر الأخوة الذين صححوا الخلط الذي حدث بين ذوب آهان أصفهان وسبهان!