من المعلوم أن الوظائف المتعلقة بالمؤسسات الصحفية مثل وظائف التحرير الصحفي بكافة صوره وأشكاله ووظائف الإخراج والتصميم والتنفيذ سواء منه الصحفي أو الإعلاني تعد من الوظائف ذات الطلب العالي في سوق العمل، ولا يوجد من يقوم بهذه الوظائف (أعني الفنية منها تحديداً) من الشباب السعوديين على الوجه الأكمل، وإذا وجد فإن مستواه الفني لا يرقى وطموح هذه المؤسسات، لما يعتريه من ضعف كبير لا يتواكب والنهضة الصحفية الكبيرة التي تعيشها هذه المؤسسة، ولذا فكثير من هذه الوظائف وخاصة الفنية منها مشغولة بغير سعوديين، ويتقاضون مقابل ذلك مرتبات ممتازة بالإضافة إلى الحوافز والمكافآت.
ومما يؤسف له أن جامعاتنا حتى الآن لا تخرج صحفياً قادراً على ممارسة المهنة الصحفية، مثل ما هي عاجزة عن تخريج مخرج صحفي.
وقد قامت بعض المعاهد الخاصة بإعطاء دورات ودبلومات في هذا المجال، ولكن ومن خلال اطلاعي فإنها تعد هزيلة جداً ولا يمكن لخريجي هذه المعاهد أن يقدموا عملاً راقياً ومتطوراً يرقى إلى المدارس الصحفية الحديثة، ويواكب النهضة الحاضرة في فن التحرير والإخراج.
ومن المستغرب جداً أن تكون مؤسسة كبيرة عريقة كمؤسسة الجزيرة الصحفية لم تلتفت إلى مثل هذه الأكاديمية المتخصصة، التي يعلم القائمون على هذه المؤسسة مدى حاجة سوق العمل لها، خاصة وأن الجزيرة تعد من أكثر الصحف المحلية تخريجاً للصحفيين المتميزين على مدى أكثر من أربعة عقود أو تزيد.
مؤسسة إعلامية متخصصة في النشر الصحفي أعلنت أكثر من مرة أنها تبحث عن مخرج ومصمم وصحفي سعودي متمكن فلم تجد أحداً البتة..! ماذا يعني هذا؟، بالطبع إنه يعني أن السوق يعاني من شح كبير، ما يتطلب تدريب شبابنا ليملؤوا هذه الشواغر ويرتقوا بأنفسهم في هذا المجال الإعلامي الكبير الذي يحقق لهم عائداً مادياً مجزياً.
صندوق تنمية الموارد يدعم أي مشروع يخلق وظائف لشباب وشابات الوطن، فلماذا لا يكون هناك تعاون بين الجزيرة بخبراتها وعراقتها والصندوق بدعمه المادي..؟
إنني وإني أنظر إلى شباب الوطن وهم يهيمون على وجوههم ذات اليمين وذات الشمال بحثاً عن وظيفة تؤمن لهم العيش الكريم أتساءل: لماذا لا يكون هناك بحث جاد عن الوظائف التي ما زالت تحتاج إلى الكفاءات السعودية وتحقق لهم الدخل الذي يرقى وهذه الظروف المعيشية الصعبة، ويعاد تأهيلهم لها.
إن الأمل في تبني مؤسستنا (الجزيرة) هذه الفكرة لكبير لما عرف عن القائمين عليها من نشاط في جميع الاتجاهات التي تحقق النماء للمجتمع.
والله المستعان.