أسهمت وزارة التعليم العالي في السنوات القريبة الماضية في تشجيع الفن التشكيلي المحلي، عبر مبادرتها في اقتناء أعمال التشكيليين السعوديين، سواء لعرضها في مقرها الرئيسي الجديد أو في فروع الملحقيات الثقافية بالخارج؛ إلى جانب إقامتها لعدد من المسابقات على مستوى الفنانين من أعضاء هيئة التدريس والطلاب أو على مستوى الهواة والمحترفين، كما قامت الوزارة من خلال المؤتمر العلمي لطلاب التعليم العالي بتفعيل المنافسة عبر عدد من مجالات الفن التشكيلي كالرسم والخط العربي والكاريكاتير وغيرها، تمثل ذلك بمسابقتها المطروحة، حيث تم تنظيم هذا المؤتمر العام الماضي في الرياض ومن المزمع إقامته في جده للعام الحالي، لقد ساهم ذلك في إيقاد روح الفنانين والفنانات لما لمسوه من اهتمام بإنتاجهم وتقديره محلياً عبر وزارة بحجم التعليم العالي، تلك الخطوات التي قامت بها الوزارة تثمن لها بالتقدير والامتنان، كما نتمنى لها الاستمرار والتطوير.
لكن يظل الابتعاث لدراسة تخصصات الفنون والتصميم بنداً غير وارد ضمن القائمة التي أقرتها الوزارة منذ تدشين برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، بالرغم أنه يشكل ضرورة ملحة لسببين: أولهما غياب أقسام التخصصات التشكيلية من الجامعات المحلية ولاسيما للشباب، وغيابها تماماً لمرحلة الدراسات العليا لكلا الجنسين واقتصار دراسة الفن على تخصص التربية الفنية؛ وهو مما لا شك فيه يختلف تماماً عن مهنية الفن خارج إطار المدرسة، السبب الثاني هو سد حاجة سوق العمل من أبناء وبنات الوطن على سبيل المثال في تخصصات التصميم، الجرافيكس، التصوير الضوئي والتلفزيوني بأنواعه لخدمة الإعلام مع ازدياد القنوات التلفزيونية المحلية، وانتشار الصحافة الإلكترونية، كل ذلك لا يمكن دراسته داخلياً إلا عبر دورات بسيطة تقدمها معاهد خاصة بمبالغ باهظة، مما يجعل بعض المواهب الوطنية تنطفي قبل أن تظهر للوجود.
Hanan.hazza@yahoo.com