بعد سلسلة الكشف عن الجواسيس اللبنانيين الذين شكَّلوا مجموعة من شبكات التخابر مع إسرائيل، كُشف النقاب عن شبكة تجسس إسرائيلية تعمل في الأراضي المصرية.
وجود شبكات تجسس وأشخاص يبيعون ضمائرهم لخدمة أعداء أوطانهم ليس بالجديد، فالجواسيس موجودون في كل دولة، وفي كل عصر من عهود الرومان إلى زمن الأمريكان.
الشيء الغريب والذي لفت انتباه ودهشة المتابعين تركيز الإسرائيليين على اختيار جواسيسهم من العاملين في مجال الاتصال، فجواسيس إسرائيل وشبكات التجسس التي زرعتها في لبنان أغلبهم من الذين يعملون في مجال الاتصالات، وقد كشف في القاهرة أن النائب العام في مصر أحال ثلاثة أشخاص بينهم مصري وإسرائيليان لمحكمة أمن الدولة العليا بتهمة التخابر لصالح إسرائيل.
وتكشف المعلومات بأن المتهم المصري اتفق مع الإسرائيلييْن للعمل لصالح الموساد الإسرائيلي وإمداد جهاز المخابرات الإسرائيلية بتقارير عن مصريين يعملون بمجال الاتصالات للالتقاء بمن يصلح منهم للتعامل مع المخابرات الإسرائيلية، وأن هذا الجاسوس المصري الذي يعاونه جاسوسان إسرائيليان كُلف بتجنيد عملاء يعملون في هذا التخصص من الرعايا السوريين واللبنانيين، حيث أجرى العديد من الاتصالات، وبنى الكثير من العلاقات مع هؤلاء العاملين في قطاع الاتصالات من السوريين واللبنانيين لتجنيدهم للعمل مع الموساد الإسرائيلي.
الإسرائيليون وضعوا أيديهم على كل ما يجري في لبنان من خلال شبكات الاتصال، وتأكدوا من نجاح هذه الطريقة في التجسس، ولهذا فقد توسعوا في تطبيق هذا الأسلوب في التجسس على الأعداء والأصدقاء، بل وحتى الحلفاء، ولهذا فليس غريباً أن يكتشف جواسيس من هذا النوع في لبنان، وحتى العمل لتجنيد آخرين في سوريا، أما أن يكون الوسيط من مصر، وأن تكون شبكة التجسس التي تجند هؤلاء الجواسيس يقودها مصري، فهذا تجاوز كبير من قبل إسرائيل التي تمنعها الاتفاقيات التي وقَّعتها مع مصر من أن تقوم بمثل هذه الأعمال التخريبية التي توتر وتسيء لعلاقاتها مع الدول العربية الشقيقة، وهذا ما يجعلنا نحذر دعاة التطبيع مع قوم خبثاء لا يتوانون عن تجاوز الاتفاقيات.