فاصلة:
(( أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر))
- حكمة صينية-
من نحن؟ من أنا؟ من هو الفرد السعودي؟
كثيرا ما بدأنا بعد أحداث الحادي عش من سبتمبر بالحديث عن الآخر.. قبوله واحترامه، ولكن ماذا عنّا نحن! كيف انشغلنا بالآخر عن ذواتنا ولم نلتفت إلى التعرف عن أنفسنا وفهمها!!.
هل تصدقون أنه لا يوجد أي دراسات علمية عن الشخصيّة السعودية بينما كل مجتمع لديه دراسات عن ذاته!!
لطالما بحثت لأفهم سيكولوجية الفرد السعودي وكنت قد كتبت سابقا عن ورقة عمل قدمها الدكتور طارق الحبيب في ندوة نظمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عام 2003.
ورقة العمل تعرضت للجوانب السلبية من الشخصية السعودية كما أفاد د. الحبيب، مع أنني أعتقد أنه من الجميل أن نعرف سلبياتنا ولكن الأهم أن نعرف من نحن بإيجابياتنا وسلبياتنا!
يقول د.طارق في جزء من الورقة (الملاحظ أن الشخصية السعودية تتسم بالشك بالآخر (ميراث اجتماعي) وضعف القدرة على التكامل والانسجام بسهولة مع الآخر من خارج محيطها حتى تعرفه وتطمئن إليه، وهي لا تعبِّر عن أفكارها الحقيقية وتضطر أن تلعب الدور الذي يجب أن تمارسه أكثر من الدور الذي تحب أن تمارسه. ومن سمات الفرد السعودي المتميزة استعداديته للتطور والتغير إلى الأفضل طالما وجد الإخلاص والمصداقية والتلقائية التي يقدرها بدرجة تفوق غيره).
إذن فنحن نتسم بالشك في الآخر، وهذا واضح فلا تجدنا نبتسم للغرباء ما لم نعرفهم، والنقطة الأخرى توضح أننا نهتم بنظرة الآخرين لدينا لذلك نلعب الدور المثالي والمفروض علينا أكثر مما نحب أن نمارس ولذلك فنادرا ما تجدنا نتحدث عن العمل الذي نمارسه بحب!! أما النقطة الإيجابية التي تتحدث عن استعدادنا للتطوّر فهي صحيحة في مجالات التطور التقني، إلا أننا نتفوق عن سوانا في رفض التغيير الاجتماعي فبينما تسابقنا الشعوب التي لا تمتلك قدراتنا المالية والتعليمية في الإنجاز نبقى مترددين فيما يدفع باقتصادنا إلى الأمام لمجرد موروث اجتماعي يحذرنا من خروج المرأة ككائن مستقل إلى الحياة العامة.
أعتقد أننا في حاجة إلى دراسات أكثر وأعمق في شخصيتنا حتى نعرف كيف تكوّنت هذه الشخصية وما العوامل المؤثرة في تكوينها؟
هل من المعقول أن يتحدث العالم عنا ونحن لا نعرف كيف نتحدث عن أنفسنا !!