انطوت صفحة جديدة من الأعمار.. ورُفعت الأعمال.. وكسب من كسب.. وخسر من خسر، انطوت صفحة عام 1431هـ بخيرها وشرها.. واكتست صحائفنا عند الخالق سبحانه بالأعمال سواءً كانت خيراً أم شراً.. وزاد رصيدنا العمري عاماً آخر، فرح به الصغار ليلبسهم ثوب الكبر.. وحزن منه الشيخ لدنو قرب رحيله.. (والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى).
لعام 1431هـ أحداث كثيرة ومليئة بالموضوعات التي لا يتسع المقال لذكرها.. لكن من وجهة نظر الكاتب فكان لهذا العام بعض الأحداث السيئة والتي نسأل الله بأن لا تعود..
في العام الماضي انتقل جدي لرحمة ربه.. رجل فاضل -رحمه الله- نحسبه ويحسبه الجميع كذلك.. نزل الخبر عليَّ كالصاعقة.. حزنت أشد الحزن لرحيله -عليه رحمة الله.. حاولت الكتابة فيه مراراً وتكراراً.. حاولت أن أرثيه بما يستحق.. لكن في كل مرة كان القلم يخذلني في محاولة إعطاء رجل شهم ما يستحقه من كلمات.. فكانت الدموع تسابق الحبر على الورق.. واكتفي برفع الأيدي للخالق طالباً الرحمة له، وفي العام نفسه أيضاً.. انتقلت جدتي لجوار ربها.. إنسانة لا تعرف سوى الطهر والطيبة في هذه الحياة، فجسدها الضعيف لم يتحمل خبث السرطان، نسأل الله أن يكون تكفيراً لذنوبها ورحمة لها في الآخرة، أيضاً مما أحزنني في عام 1431هـ خبر وفاة أخي وزميلي الملازم عبدالواحد السلمي أحد ضباط شرطة العليا المخلصين.. وذلك إثر حادث أليم حصل له قبل زواجه بأربعة أيام.. حزنت أشد الحزن لرحيله.. نسأل الله أن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يزوجه بالحور العين إنه كريم قدير.
أحداث مؤسفة وقوية حصلت في ذلك العام.. تجعل المرء يعجل بترتيب أوراقه.. وتثبت أيضاً بأن بني آدم مخلوق ضعيف.. فمجرد سماعك لخبر واحد كافٍ لزلزلة ذلك الكيان الهادئ.. لذلك بدأت بالأحداث المحزنة في ذلك العام.. لأن الفرح لا يدوم، فما أسرع زوال ابتسامة الفرح ونسيانها.. وما أصعب نسيان دمعة الحزن وزوال أثرها السلبي في حياة الشخص، فالأحداث المحزنة قد تقلب حياة شخص ما وتعيده إلى جادة الصواب وتكون خيراً له.
ختاماً.. أعوام تذهب وأعوام تمضي.. وربما الكثير منا لم يحاسب نفسه عن ماذا فعل في العام الماضي.. فالعمر يمضي والملائكة تحسب صالح الأعمال وشرها.. فالموت يأتي فجأة ولا يستأذن أحداً قبل قدومه.. نسأل الله للجميع عاماً جميلاً مليئاً بالأحداث الرائعة للأمة الإسلامية.. وأن يرزقنا حسن الخاتمة إنه كريم جواد رزاق قادر على كل شيء.
(*) مدير شعبة المراسم بالمديرية العامة للجوازات